نيويورك ـ العرب اليوم
تناول الأسبرين بانتظام يمكن أن يضاعف ثلاث مرات إمكانية تطور حالة تسبب فقدان البصر لدى عدد من المسنين أكثر من غيرهم. فقد اكتشف العلماء أن أولئك الذين يتناولون الأسبرين بصفة دورية أكثر ترجيحا للإصابة بما يعرف بالتنكس البقعي الرطب المتعلق بالسن من أولئك الذين لا يتناولونه. ويؤثر المرض، الذي تصير فيه حاسة الإبصار المركزية أكثر غشاوة تدريجيا، في ربع مليون شخص معظمهم من المسنين في بريطانيا. والآن وجد العلماء أقوى دليل حتى الآن على أن الأسبرين -الذي يتناوله ملايين البشر لدرء النوبات القلبية والسكتات الدماغية والسرطان- يبدو أنه يزيد بدرجة كبيرة احتمال الإصابة بالتنكس البقعي الرطب المتعذر علاجه. وقد خلص الباحثون الأستراليون إلى استنتاجاتهم بعد متابعة 2400 شخص مسن وفي متوسط العمر لمدة 15 عاما. ومن بين المشاركين، الذين كانوا جميعا في سن لا تقل عن 49 عاما في بداية الدراسة، كان هناك 257 اعتبروا مستخدمين منتظمين للأسبرين، إذ أنهم كانوا يتناولون حبة على الأقل أسبوعيا. والبقية كانت تأخذها فقط بين الفينة والأخرى. وبعد إتمام فترة الدراسة تبين أن واحدا من كل 27 مستخدما عرضيا للأسبرين (3.7%) أصيب بالتنكس البقعي الرطب. لكن واحدا لكل عشرة من المستخدمين المنتظمين (9.4) أصيب بالحالة. وانتهى الباحثون إلى أن "تعاطي الأسبرين بانتظام كان مرتبطا بصورة ملحوظة بحدوث متزايد للتنكس البقعي الرطب". ومن جانبها قالت جمعيات الإبصار الخيرية إن على الأطباء أن يضعوا النتائج في أذهانهم عند تقديم النصح للمرضى سواء كان ينبغي لهم أن يتناولوا الأسبرين كدواء وقائي أم لا، خاصة أولئك المصابين فعلا بالتنكس البقعي الرطب في عين واحدة. وقد وجد الباحثون بجامعة أكسفورد أن الأسبرين يقلل حدوث بعض السرطانات بنحو الثلث، في حين يعوق أيضا نمو الأورام. ورغم ذلك من المعلوم منذ زمن طويل أن الأسبرين له آثار جانبية أبرزها زيادة خطر النزيف المعوي الذي يمكن أن يسبب القرحات. والدراسة الجديدة التي أجراها فريق علماء بجامعة سيدني الأسترالية تشير إلى أنه ينبغي على الناس التفكر أيضا في التأثير المحتمل على البصر. وقبل ما يزيد على العام اكتشف الباحثون بالمركز الأوروبي لدراسة العيون أن الأسبرين ضاعف خطر الإصابة بالتنكس البقعي الرطب المتقدم، الذي يقود إلى أشد أنواع العمى. لكنهم أقروا بأنهم لم يتمكنوا من استنتاج أن الأسبرين سبب المرض، لأن الدراسة كانت جزئية ولم تتابع الأشخاص مع الوقت. وعلى النقيض، تقدم الدراسة الأسترالية دليلا مراقبيا أشد قوة على وجود علاقة، رغم أنه غير نهائي. والباحثون وراء الدراسة الحالية لم يعتقدوا أن بحثهم سوغ تغيير التوجيهات السريرية وقالوا بعدم وجود دليل كاف لفعل ذلك باستثناء المرضى الذين لديهم عوامل خطر قوية للإصابة بالتنكس البقعي الرطب.