يعد مرض الفصام "الشيزوفرينيا" الأكثر شيوعا فى الأحياء الحضرية، مع تنامى مشاعر الحرمان، وتزايد الكثافة السكانية، وتراجع فرص المساواة بين الجميع. وكشفت أحدث الأبحاث الطبية، أنه بالرغم من ارتفاع معدلات الاصابة بالفصام فى المناطق الحضرية، إلا أنه لم يتم التوصل إلى الأسباب وراء هذه الظاهرة خاصة فى المناطق ذات الكثافات السكانية العالية، والأكثر حرمانا في الوقت الذي لوحظ فيه أنه كلما ارتفعت معدلات الحرمان والتفاوت الاجتماعى فى مجتمع ما، كلما زادت فرص إصابة أفراده بالفصام. وعكف العلماء على استخدام عدد من البيانات المستخلصة، في مجموعة أبحاث طبية أجريت فى هذا الصدد بثلاث مدن بشرق لندن، فى كل من "هاكنى"و"نيوهام" و"تاور هاملتس". وشملت الدراسة أكثر من 427 شخصا، تراوحت أعمارهم ما بين الثامنة عشرة، والرابعة، والستين عاما حيث عانى البعض منهم من اضطرابات الفصام، والذهان خلال الفترة من عام 1996 وحتى 2000. ولجأ العلماء إلى تحليل بيئتهم الاجتماعية من خلال تحليل الظروف الاجتماعية والبيئية للحى، الذى يعيشون به حيث لوحظ ارتفاع معدلات الاصابة بالفصام، والهلاوس، والضلالات بين الاشخاص الذين يقطنون فى أحياء ذات كثافة سكانية مرتفعة، فى الوقت الذى يعانون فيه من العزلة الاجتماعية على الرغم من ذلك. وشدد العلماء على، أن عوامل الدخل والتعليم ومستوى الجريمة بالإضافة إلى الفجوة مابين الاغنياء والفقراء ساهمت بصورة كبيرة فى زيادة معدلات الفصام بين الكثيرين الذى تعرضوا لمثل هذه العوامل.