لندن ـ وكالات
توصل علماء نفس بريطانيون إلى أن الرجال يستغرقون وقتا أطول مما تستغرقه النساء لتقييم تعبيرات الوجه، وذلك لأن أدمغتهم تضطر لمضاعفة الجهد لاستنباط ما إذا كان الشخص الآخر يبدو ودودا أو ذكيا. وقال الباحثون من جامعة إدنبره إن هذا الأمر أكد "الحكمة الشعبية القديمة" عن قدرات كلا الجنسين على التعاطف وتحسين ومعالجة المحفزات الاجتماعية. وقال الأستاذ ستيفن لوري، الذي قاد الدراسة، "نتائجنا تشير إلى أن الرجال قد طوروا إستراتيجيات للتعامل مع تعاطفهم الأقل ألفة بالإفراط في تنشيط أجزاء الدماغ التي تفهم التلميحات الاجتماعية. وبما أن هذا النمط مشاهد أيضا في الأشخاص المصابين بحالات مرتبطة بمرض التوحد، فهذا يشير إلى إمكانية استنباط أدوات جديدة لمساعدة المرضى في تعلم القواعد الاجتماعية وتعزيز مهاراتهم للاندماج مع غيرهم". وقد استخدم الباحثون تقنية مسح الدماغ لدراسة تفاعل الأفراد، بينما تومض أمامهم صور لعدة وجوه تعبيرية. وباستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي قُسم المشاركون إلى ثلاث مجموعات، نساء، ورجال، ورجال مصابون بمتلازمة أسبرجر، وهي اضطراب ذاتي يجعل فهم الآخرين أكثر صعوبة. وقال لوري إن الدراسة صممت لمنح الرجال وقتا كافيا لإيجاد الحلول الصحيحة، لكن مواجهتهم لقرارات سريعة في واقع الحياة قد تجعلهم يبدؤون في إصدار أحكام خاطئة عن أفكار الآخرين. وأضاف "لقد اخترنا تعبيرات قوية نسبيا حتى إن الرجل البطيء جدا يمكن أن يفهمها"، مضيفا أن "بعض الرجال ربما بدؤوا يسيرون في الطريق الخطأ". وقد أشارت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي إلى أجزاء الدماغ التي نشطت عندما طلب من المتطوعين حسم ما إذا كانت الوجوه التي عرضت عليهم بدت موثوقة أو ذكية أو يمكن تبادل الحديث معها. وأظهرت التجربة أن كلا من مجموعتي الرجال كابدتا تدفقا دمويا متزايدا في جزء الدماغ المسؤول عن الدور الاجتماعي. واستنتج العلماء أن النساء تفاعلن بسرعة أكبر من الرجال في المشاعر الظاهرة، والرجال المتوحدون اضطروا لبذل أقصى جهد لفهم العواطف.