برلين ـ وكالات
ممارسة الرياضة والاعتماد على تقنيات العلاج بالاسترخاء قد تخفف من معاناة مرضى الفيبروميالغيا (الألمانية) يشعر المرضى المصابون بمتلازمة الألم العضلي الليفي المعروفة باسم "الفيبروميالغيا" بآلام مزمنة بمواضع عديدة بالجسم، وعادةً ما يتم تشخيص الإصابة بهذا المرض في مرحلة متأخرة بعد أن يعجز الأطباء عن معرفة السبب العضوي وراء هذه الآلام. وبالرغم من أنه لا يُمكن الشفاء من هذا المرض، فإنه يُمكن التعايش معه والتخفيف من الآلام من خلال ممارسة الرياضة وتقنيات الاسترخاء. وعن أعراض الإصابة بالفيبروميالغيا، قال عضو الجمعية الألمانية متعددة التخصصات لعلاج الآلام بمدينة بون فينفريد هويزر، إنها تبدأ لدى بعض المصابين منذ الطفولة، لكنها غالباً ما تُصيب جزءا واحدا من الجسم في البداية، وينتشر بعد ذلك الشعور بالألم تدريجياً إلى باقي أجزاء الجسم. ووفق توضيح رئيس الجمعية الألمانية لعلاج متلازمة الفيبروميالغيا بمدينة زيكاخ، فإن المسار البطيء للمرض غالباً ما يكون السبب وراء التشخيص المتأخر له. وأشارت مارغت زيتان إلى أن الإصابة بأعراض هذه المتلازمة لدى كثير من الأشخاص تبدأ في صورة الشعور بآلام في عظمة العجز، لكن بمجرد أن يذهبوا إلى الطبيب ويتلقوا حقنة مسكن، تزول آلامهم في البداية، ومع مرور الوقت تقل الفواصل الزمنية بين نوبات الألم، ولا تُساعد الحقنة في تسكينه، ثم ينتشر الألم بمواضع أكثر بالجسم. وكي يتم تشخيص الإصابة بمتلازمة الألم العضلي الليفي على نحو سليم وبشكل سريع، أكد الطبيب الألماني هويزر ضرورة أن يشرح المرضى للطبيب كل ما يعانون منه باستفاضة، كمعاناتهم مثلاً من اضطرابات النوم أو إجهاد أو متاعب نفسية مثل القلق والكآبة. وقال عضو الجمعية الألمانية لعلاج الآلام بالعاصمة برلين، برنهارد أرنولد، إن المريض مطالب بإعلام طبيبه المعالج عما إذا كان يتناول أدوية بصورة منتظمة أم لا، حيث يُمكن أن تتسبب نوعيات معيّنة من الأدوية -كأدوية خفض نسبة الكوليسترول بالدم المنتشرة على نطاق واسع- في الإصابة بهذه الآلام الغامضة. وللتحقق مما إذا كانت هذه الآلام ترجع لأسباب عضوية أو تناول نوعيات معيّنة من الأدوية، ينصح أرنولد بإجراء تحليل عينة دم، مع العلم بأنه لا يُمكن التحقق من الإصابة بمتلازمة الفيبروميالغيا ذاتها عن طريق مثل هذه التحاليل. وللتخفيف من الآلام لدى مرضى المتلازمة في شكلها البسيط، أوصى أرنولد بالمواظبة على ممارسة الأنشطة الحركية، وأشار إلى أن المرضى يمكنهم ممارسة أي نوع من الحركة سواء الرقص أو التدريب على أحد أجهزة اللياقة البدنية أو المشي، وأشار إلى أن المهم هو أن يشعروا بالمتعة والسعادة عند القيام بذلك. وكي يستفيد هؤلاء المرضى من ممارسة الأنشطة الحركية، شددّ الطبيب الألماني على ضرورة المواظبة عليها، بحيث تتم ممارستها بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل. وينصح الأطباء بممارسة تمارين قوة التحمل والتدريبات الوظيفية، وكذلك تمارين تقوية العضلات ونوعيات الرياضات الأخرى مثل التاي تشي أو اليوغا مع الأشخاص المصابين بمتلازمة الألم العضلي الليفي في أشكالها الحادة. ويُوصى أيضاً بالنسبة لهؤلاء المرضى بالجمع بين تقنيات العلاج بالاسترخاء وتمارين قوة التحمل مع العلاج السلوكي؛ لأنه عادةً ما ترتبط المشاكل النفسية والجسدية مع بعضها البعض، علماً بأنه لا يُفضل تناول الأدوية لعلاج هذه الآلام، ويجب ألا يتم تناولها سوى لفترة محددة فحسب.