واشنطن ـ وكالات
أصبح الآن بإمكان محبي "الدايت كولا" شرب المزيد دون أن يخشوا تحفيز شهيتهم للطعام، فقد كشفت دراسة أميركية أن الأشخاص الذين يشربون المشروبات الغازية "الدايت" لا يأكلون من السكر والأطعمة الدهنية أكثر من نظرائهم الذين يشربون الماء. وكان باحثون في السابق قد افترضوا أن شرب المشروبات المَحْلية صناعيا -بمثل السكرين والإسبرتام- يغيّر توازن هرمونات الجوع في الجسم، مما يؤدي إلى تناول الشخص لكميات أكبر من الطعام. وكان أحد الافتراضات أن مشروبات الحمية هذه قد تحفز شهية الشخص للطعم الحلو، مما يزيد رغبته في الحلويات التي تحتوي على مقدار كبير من السعرات الحرارية. وكتبت قائدة الفريق البحثي كارمن برناس في مجلة التغذية السريرية الأميركية "لم تجد دراستنا أي دليل يدعم فرضية أن تناول مشروبات الحمية -مقارنة مع شرب الماء- يزيد تفضيل الشخص للأغذية والمشروبات السكرية على المدى القصير". وقد درس الفريق البحثي التابع لكلية الصحة العامة بجامعة كرولينا الشمالية، 318 شخصا مصابا بالبدانة أو الوزن الزائد وجميعهم يتناولون ما لا يقل عن 280 سعرا حراريا من المشروبات، وطلب من ثلثهم استبدال حصتين من مشروباتهم السكرية المعتادة بالماء، وطلب من الثلث الثاني استبدال الحصتين من مشروبهم العادي بدايت كولا ودايت شاي ليبتون. ويقول الباحث في مجال التغذية من كلية الصحة العامة في جامعة هارفارد فاسانتي مالك "تفوق تحْلية المُحلِّيات الصناعية السكر الطبيعي بما يقارب 250 ضعفا، وهذا هو سبب مخاوفنا". وبعد ثلاثة وستة أشهر تم تسجيل مأخوذ الأفراد المشاركين في الدراسة من الطعام والشراب، وقد تبين أن أفراد المجموعتين -التي شربت الماء والتي شربت مشروبات الحمية- قللوا مأخوذهم من السعرات الحرارية من ما بين 2000 و2300 سعرة في بداية الدراسة إلى ما بين 1500 و1800 في نهايتها، وجميعهم نقصت أوزانهم. كما تناول أفراد المجموعتين نفس المقدار من السعرات الحرارية والكربوهيدرات والدهون والسكر. وكان الفارق الوحيد هو لدى مجموعة الماء التي تناولت كمية أكبر من الخضار والفواكه، بينما تناولت مجموعة مشروبات الحمية كمية أقل من الحلويات. ويقول مالك "إننا كنا نتوقع نتيجة عكسية لو كان استهلاك مشروبات الدايت يزيد الشهية للحلويات". وتقول بعض الدراسات إن استهلاك بعض أنواع المحليات الصناعية قد يرفع احتمالية الإصابة بالسرطان، ولكن لا توجد أدلة مقنعة على ذلك. وتنبه كارمن إلى حقيقة أن جميع الأفراد المشاركين في دراستها هم من البدناء، مما يعني أن هذه النتائج قد لا تنطبق على أصحاب الوزن الطبيعي. ونشرت المجلة الأميركية في نفس العدد دراسة فرنسية استمرت على مدار 14 عاما ووجدت أن النساء الفرنسيات اللواتي كن يشربن مشروبات محلية بالسكر أو المحليات الصناعية، أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من اللواتي اكتفين بشرب الماء فقط. ويشير مالك إلى حقيقة أننا نحاول تقليص مأخوذنا من المشروبات المحلية بالسكر مما يطرح تساؤلا حول البديل عنها، ويقول "أعتقد بأنه بإمكاننا شرب مشروبات الحمية باعتدال، إضافة إلى مشروبات أخرى مثل الماء وعصير جوز الهند والمياه الغازية".