استضافت الجمعية السعودية لأمراض الصرع، أمس، في مدينة الرياض، عدداً من الأطباء المتخصصين في أمراض الصرع عند الكبار والأطفال، وذلك للارتقاء بخدمة مرضى الصرع في المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أنه تم تقديم برنامج تثقيفي عن الصرع وأعراضه وعلاجه. وأبانت الجمعيه بأن الصرع من الاضطرابات العصبية المزمنة التي تصيب أفراد المجتمع من مختلف الأعمار، حيث إن هناك نحو 50 مليون نسمة من المصابين بالصرع في جميع أنحاء العالم، ويعيش نحو 90% من المصابين في المناطق النامية، ويستجيب الصرع للعلاج في 70% من الحالات، إلا أنه غير متاح بعد لنحو ثلاثة أرباع المصابين به. كما أبرزت معاناة المصابين بالصرع وأسرهم من التمييز في كثير من مناطق العالم، مضيفة أن الكثيرين ما زالوا يفتقرون إلى الوعي تجاه مرض الصرع، ما يؤدي إلى معاناة المصابين وأسرهم، لذلك قامت منظمة الصحة العالمية بتخصيص يوم 26 مارس/أذار ليؤدي المجتمع بأكمله واجبه تجاه هؤلاء المصابين بتفهم معاناتهم من ناحية، وبالتوعية لإنقاذ ومداركة المصابين حينما تواتيهم النوبات. وذكرت الجمعية السعودية لأمراض الصرع أن إحصائيات الصرع في المملكة العربية السعودية لا تختلف عن غيرها من الدول النامية، حيث أجريت دراسة ميدانية لمعرفة مدى انتشار داء الصرع في المملكة، وقد تم التوصل إلى أن 0,654% من المجتمع مصاب بهذا المرض. وقالت: يدعى أكثر أشكال المرض شيوعاً والذي يصيب ستة مرضى من أصل عشرة "الصرع المجهول السبب"، أما الشكل المرضي الذي يُعرف سببه فيدعى "الصرع الثانوي" أو الصرع الناتج عن إصابات دماغية بسبب فقدان الأوكسجين أو عدوى في الدماغ مثل التهاب السحايا أو الورم الدماغي. وأعدت الجمعية الصرع من الاضطرابات العصبية المزمنة التي تصيب الناس من جميع الأعمار، وأكثر الإصابات تكون في الأطفال وكبار السن الذين تجاوزت أعمارهم الستين سنة، مبينة أنه لا توجد دراسات ميدانية توضح اختلاف نسبة حدوث الصرع بين مناطق المملكة، حيث إن معظم حالات الصرع هي من النوع الحميد الذي يستجيب كلياً للعلاج الدوائي، أما في الحالات غير الحميدة فتختلف خطورتها والإعاقة الناتجة عنها باختلاف مسببات مرض الصرع. مسببات الصرع وذكرت الجمعية أن تشخيص المرض يعتمد على الوصف الدقيق للحالة الذي يقدمه المريض أو أسرته للطبيب المعالج والكشف الطبي الكامل للدماغ الذي يليه إجراء فحوص معينة، منها تخطيط الدماغ الكهربائي والصورة المقطعية أو المغناطيسية للمخ وبعض التحاليل المخبرية لاستبعاد أي سبب قد يكون خارج الدماغ. وأشارت إلى أن علاج الصرع يشمل العلاج الدوائي، ويعتمد على نوع الصرع الذي يحدده الطبيب حسب كل حالة، أما العلاج الجراحي فيستخدم في علاج بعض حالات الصرع المستعصي الذي لا يستجيب للعلاج الدوائي، ويمكنك سؤال الطبيب المختص حول الحاجة لذلك. وصنفت النوبات التشنجية إلى نوعين، هما النوبات الكلية، وتتميز بفقدان الوعي، وتقسم إلى نوبات التشنج الكبرى، وهي اضطرابات تشنجية عنيفة تكون مصاحبة لتصلب في الجسم واحتقان في الوجه، يليه هزات متكررة في جميع أجزاء الجسم، ونوبات التشنج الصغرى، وتبدأ بنظرة شاردة كالسرحان وفقدان القدرة على التحدث، وكذلك توقف الجسم عن أي حركة، تليها أحياناً رجفة بالعنين وهزة بالرأس أو حركات متكررة مثل البلع، ومن ثم يفيق المريض، حيث إن بعض نوبات التشنج الصغرى الجزئية لا يفقد فيها المريض الوعي، ويكون مدركاً لما حوله، ويستطيع المريض أن يصف النوبة كاملة، وفي بعض الحالات يمكن أن تتطور إلى نوبة كاملة. وفيما يتعلق ببعض المفاهيم الخاطئة عن الصرع، فقد وضحت الجمعية السعودية لأمراض الصرع أن الإصابة بمرض الصرع لا تعني الجنون أو التخلف العقلي، والصرع ليس مرضاً عقلياً، ولكن قد يعاني المصاب بالصرع من الإحباط والاكتئاب أو القلق، نتيجة خوفه من المرض، خاصة إذا كانت استجابته للعلاج غير كاملة، مفيدة أن مريض الصرع يمكن أن يمارس نشاطه وعمله وهواياته كأي شخص طبيعي. أما عن مسببات الصرع ففي معظم الحالات لا يوجد سبب محدد لعدم انتظام الموجات الكهربائية، ولكن في بعض الأحيان قد تكون الأسباب إما لخلل داخل الدماغ أو خارجه، وهناك أسباب داخل الدماغ كالعيوب الخلقية في المخ وأورام المخ والجلطة والنزيف الدماغي والتهاب المخ وأغشية السحايا وإصابات الرأس ومضاعفات الحمل والولادة والتي تؤدي إلى نقص الأوكسجين عن الأطفال حديثي الولادة، وأسباب خارج الدماغ، وغالباً تكون مؤقتة، وتزول بزوال السبب، مثل حالات انخفاض السكر بالدم، ونقص الكالسيوم واضطراب أملاح الصوديوم في الدم، وانخفاض الأوكسجين في الدم نتيجة الاختناق أو توقف القلب المفاجئ، وتعاطي المخدرات أو الكحول أو جرعات سامة من بعض الأدوية، والفشل الكلوي أو فشل وظائف الكبد.