أظهرت الأبحاث الطبية التي اعتمدت على صور الأشعة المقطعية للمخ عن أن طبيعة بنية المخ وتشريح بعض المناطق به يمكن من خلالها التنبؤ بالقدرات اللغوية للطفل في عامه الأول. وأوضح الباحثون بجامعة "واشنطن" في معرض أبحاثهم التي نشرت في العدد الأخير من مجلة "المخ واللغة" أن هذه الدراسة تعد الأولى من نوعها التي تشير إلى وجود علاقة بين بنية وتركيبة المخ وبين مدى القدرة على اكتساب مهارات اللغة في المستقبل، مشيرين إلى أن مخ الطفل يحمل عددا لا حصر له من الأسرار وبحاجة إلى المزيد من الاكتشافات. كان الباحثون قد استعانوا بصور الأشعة بواسطة الرنين المغناطيسي لقياس أبعاد بنية مخ مجموعة من الأطفال في شهرهم السابع لتحديد مدى تركيز المادة "الرمادية" التي تتكون من الخلايا العصبية والمادة البيضاء التي تشكل شبكة من الاتصالات في جميع أنحاء المخ. وأشارت المتابعة إلى أنه مع بلوغ الأطفال عامهم الأول تم إخضاعهم للاختبارات لقياس مستوى اللغة ومدى تعرفهم على الأسماء المألوفة والكلمات، بالإضافة إلى مدى قدرتهم على إصدار الأصوات المختلفة. ووجد الباحثون أن الأطفال الذين يعانون من زيادة تركيز المادة الرمادية والبيضاء في المخيخ تتعزز لديهم القدرة على تعلم اللغة في عامهم الأول.