كشفت دراسة أميركية جديدة، وللمرة الثانية، عن دور التدخين في رفع فرص الإصابة بسرطان الثدي، سواء بالنسبة للشخص المدخن نفسه أو للأشخاص الذين يتعرضون للتدخين السلبى، وهو ما يوحى بضرورة التوقف عن ممارسة التدخين أو الحد من معدل التدخين على أقل تقدير. وكان عدد من الباحثين السويديين قد توصلوا مسبقاً إلى أن تعرض السيدات للملوثات البيئية التى تحتوى على عنصر الكادميوم السام، مثل دخان السجائر، سواء من خلال التعرض للتدخين السلبى أو الإيجابى، وكذلك من خلال التعرض للأسمدة المترسبة بالأراضى الزراعية أو تناول الأطعمة التى تنمو من خلالها بشكل منتظم يرفع من فرص الإصابة بسرطان الثدى، وبشكل خاص للنساء. وشملت الدراسة حوالى 56000 سيدة، قام الباحثون بمتابعتهن على مدار اثنى عشر عاماً كاملة، حيث تعرفوا على كمية الكادميوم التى كانوا يحصلن عليها من خلال بعض الاستبيانات والتحاليل المعملية، وكشفت النتائج إصابة حوالى 2112 سيدة بسرطان الثدى، أغلب الحالات كانت نتيجة الإصابة بخلل فى مستقبلات الإستروجين، والنسبة المتبقية كانت نتيجة ارتفاع مستويات الكادميوم فى الدم، وأشارت الدراسة إلى أن هذه النسب العالية ترفع من فرص الإصابة بسرطان الثدى إلى 21%، وترتفع أحياناً إلى 27% عندما يتعلق الأمر بالسيدات النحيفات وأصحاب الوزن الطبيعى. ويعتبر الكادميوم من العناصر السامة التى توجد فى البيئة بشكل طبيعى ولا تسبب الضرر، مادام تركيزها صغيراً، وتعتبر السجائر من أهم مصادره، وكما يوجد بكثرة فى الأراضى الزراعية نتيجة لترسيبه من الغلاف الجوى الملوث به، أو بسبب استخدام الأسمدة الزراعية بكثافة، والتى يحتوى العديد منها على عنصر الكادميوم. ومن أهم المحاصيل التى تحتوى على الكادميوم، القمح والبطاطس والمحاصيل الجذرية والخضروات والحبوب بشكل عام، وعلى الرغم من ذلك فقد أشارت الدراسة إلى أن أغلب تلك المحاصيل صحية، وليس هناك حاجة للقلق من تناولها، مضيفة أن تلك النتائج تحتاج للمزيد من الدراسات التأكيدية. وفسرت الدراسة ذلك بأن هذه الأطعمة، خصوصاً الخضروات والحبوب، يمكن أن تحتوى على بعض المواد التى تلغى وتقاوم الآثار السلبية التى يحدثها عنصر الكادميوم، مؤكدة فى الوقت نفسه أنه من المهم التأكد من تناول الأطعمة التى تحتوى على القليل من هذا العنصر الخطير.