يؤكد علماء النفس والأطباء أن مضادات الاكتئاب المتداولة حديثا تحتاج إلى أسابيع وشهور حتى تبدأ بتخفيف أعراضه، وقد لا يتجاوب مريض من بين ثلاثة مرضى للعلاج، وهي نسبة تزداد مع ارتفاع ضغوط الحياة المعيشية، وتتزامن مع أعراض حادة تشمل التعب والإرهاق والعصبية الدائمة.وأشارت دراسة طبية أميركية حديثة إلى فاعلية مادة كيتامين في علاج الاكتئاب المزمن وما يرافقه من أعراض تهدد صحة الإنسان. وعمل الأطباء منذ زمن على إظهار علاقة الاكتئاب والكيتامين، ونشروا دراسات وبحوثا طبية حول ذلك دون التوصل إلى نتيجة قاطعة.وفي مراجعة للأبحاث التي نشرتها مجلة ساينس العلمية في شهر أكتوبر الماضي، وجد الباحثون علاقة بين أعراض الاكتئاب المزمن، ومادة الكيتامين، واعتبروا ذلك تطورا مهما في مجال علاج الاكتئاب، وقد يكون بابا لعلاج أمراض نفسية أخرى. وكان فريق من جامعة ييل الأمريكية عكف لسنوات طويلة على إظهار تلك العلاقة بين هذه المادة وأعراض الاكتئاب، وتوصل الفريق إلى صيغتين من الأدوية التي تعتمد على الكيتامين علاجا محتملا لهذا المرض.وشاع استخدام الكيتامين في العيادات البيطرية مخدرا في مجال العمليات الجراحية، وقد تبين لاحقا أنه فعال ضد الاكتئاب رغم انه قد يسبب الارتباك وفقدانا مؤقتا للذاكرة. ومن خلال البحوث والتجارب لاحظ العلماء أيضا أن عملية تخدير الأطفال قد تسهم بدورها في إصلاح تشابك الاتصالات بين خلايا المخ المختلفة التي تعرضت للتلف نتيجة الإصابة بالاكتئاب والتوتر لفترات طويلة.وأكد الباحثون على ضرورة المزيد من الدراسات والتجارب للتوصل إلى تركيبة دوائية مضادة للاكتئاب دون المرور بأعراض جانبية قد تكون خطيرة وأهمهاعدم التركيز والهلوسة.