يعاني قصيرو القامة في الجزائر من التهميش والإقصاء من أغلب الحقوق البسيطة، فعدم تصنيفهم ضمن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ما هو إلا بداية لمشاكلهم التي تتلخص في الحرمان من مناصب الشغل وحصولهم على الحق في الاستفادة من الدعم المالي والمعنوي، فنظرات المجتمع القاسية تظل هاجس الكثيرين منهم، وهناك من قرروا الانتحار من أجل مواجهة إجحاف هؤلاء. تشير بعض الأرقام والإحصائيات، التي تظل غير رسمية، إلى أن عدد قصار القامة على المستوى الوطني قد بلغ حوالي 500 شخص، غير أن هذا الرقم يظل تقريبيا وغير محدّد من طرف الجهات المسؤولة. والذي يزيد الطين بلة هو تكتم الكثيرين منهم وخوفهم من الاقتراب من الجمعيات من أجل تسجيل أنفسهم ضمن أعضائها، لذلك فإن هذا العدد لا يعبر بالضرورة عن الواقع. وفي الوقت الذي تعاني هذه الفئة في الجزائر من مشاكل جادة وحقيقية تتمثل في نظرة المجتمع السلبية والخاطئة لهم، وعدم إيجادهم للوظيفة التي تهون عليهم صعاب الحياة ومشقاتها، ناهيك عن العراقيل التي تواجههم خلال رحلة البحث عن شريكة الحياة التي يكملون معها نصف دينهم ويكونون بذلك عائلة شأنهم شأن غيرهم من الأسوياء، لايزال هؤلاء يفتقرون لتنظيم يجمع شملهم ويدافع عن حقوقهم المهضومة، وأبسطها تصنيفهم ضمن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، لاسيما أن حقوقهم كأسوياء جد مهضومة، لتبقى الجمعية التي مقرها مدينة غليزان مقصدهم الوحيد الذي لا يصل إليه أغلبهم.