دبي – وكالات
توقف القلب يعني الموت المحقق، خاصة إذا وصل المريض لمرحلة «اللاعودة» كما يطلق عليه طبياً، ولكن أن يعود الإنسان للحياة من جديد بعد توقف قلبه 40 دقيقة، فهذا يبدو للوهلة الأولى ضرباً من الخيال، ولكن هذه القصة حدثت بالفعل مع مواطن وصل إلى مستشفى دبي يعاني من نسبة مرتفعة من السكر، حيث وصلت إلى 500، وبلغ معدل السكر التراكمي 17، ما أدى لانسداد ثلاثة شرايين وتوقف قلبه 40 دقيقة. محاولات مضنية أمضاها طاقم الإنعاش القلبي، حيث لم يتركوا طريقة إلا استخدموها، ولكن المحاولات كلها باءت بالفشل، وعندما هم الفريق الطبي بإعلان وفاة المريض التامة، انتفض القلب فجأة وبدأ بالنبض تدريجياً، وعندها باشر فريق القلب برئاسة الدكتور عبيد الجاسم رئيس مركز القلب في مستشفى دبي، وفريقه الطبي المساند، بتبديل الشرايين المسدودة في مهمة محفوفة بالمخاطر، لأن عامل الوقت لا يسمح بالتأخير أو التباطؤ، فالوقت محسوب بالدقائق والثواني والكل في حالة استنفار قصوى والأعصاب مشدودة، فأصعب شيء على الطبيب كما يقول الدكتور الجاسم هو أن يموت مريض بين يديه. انتهت العملية وتم استبدال الشرايين الثلاثة، وخرج الأطباء من غرفة العمليات ولكن لم يغادروا المنطقة، فنجاح العملية يحتاج إلى بضع ساعات لكي يعود المريض من غيبوبة البنج، والممرضات يقفن إلى جانب سرير المريض يطالعن الأجهزة تارة وتارة أخرى عيون المريض ومع اقتراب انتهاء مدة التخدير إذا بالمريض يحرك أجفانه محاولاً مطالعة من يقف إلى جانبه، لتصرخ الممرضة عندها معلنة نجاح العمليـة وبداية حياة جديد ة للمريض. الدكتور عبيد الجاسم أكد أن خطورة العملية نجمت عن ارتفاع نسبة السكر لدى المريض إلى 500، وعند فحص السكر التراكمي تبين أنه 17، علماً أن الطبيعي يجب أن لا يزيد على 6، وكنا نعتزم كما يقول الدكتور الجاسم وضع المريض في قسم الباطنية لتخفيض نسبة السكري، لأن البروتوكولات العالمية لا تسمح بإجراء أي تدخل جراحي، ما لم تكن معدلات السكر والضغط والأوكسجين لدى المريض ضمن المعدلات الطبيعية، ولكن للضرورة أحكام. العملية كما وصفها الجاسم بعد خروج المريض من المستشفى، والتأكد من عدم وجود مضاعفات كانت محفوفة بالمخاطر، حيث يقول: «عندما توقف قلب المريض توقفت قلوبنا معه وبدأنا نفكر بكيفية إخبار أهل المريض، ولكن قدرة الله فوق الجميع. وعندما عاد القلب ينبض بالحياة بدأنا استبدال الشرايين المسدودة، وعاد المريض بشرايين جديدة تم سحبها من الفخذ، ومطلوب من المريض الآن المحافظة على نسبة السكر، لأنه يؤثر في كافة أعضاء الجسم بما في ذلك القلب والكلى والشرايين والأعصاب والأطراف».