أكد عدد من خبراء الصحة وطب الأطفال أن نسبة حاملي مرض انيميا البحر المتوسط "الثلاسيميا" في مصر بلغت حوالي 9 % من نسبة السكان، وهي أعلى نسبة في دول منطقة البحر المتوسط. وأشار إلى أنه يولد في مصر سنويا 100 ألف مولود حامل للمرض لكل 1.5 مليون مولود صحيح. وقالوا إن مراكز الدم الموجودة حاليا لا تكفى احتياجات المرضى..مؤكدين ضرورة تضافر الجهود الحكومية والمجتمعية للقضاء على هذا المرض تماما أسوة بالبلدان التي بذلت جهدا كبيرا في الحد من ظهور المرض بين مواليدها . جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد، الأربعاء 8 مايو، للإعلان عن حملة "هرسم بدمى حياة" للحد من معاناة مرضى انيميا البحر المتوسط "الثلاسيميا" والتى أطقلتها وزارة الصحة وقطاع التأمين الصحى، وجامعة عين شمس، والجمعية المصرية لأنيميا البحر المتوسط وجامعة الزقازيق، وجمعية رسالة بهدف التشجيع على التبرع للمصابين بالمرض. وقالت نجلاء شاهين استشاري طب الأطفال لأمراض الدم الوراثية بهيئة التأمين الصحي ممثلة الهيئة بالمؤتمر إن تكلفة علاج المريض الواحد "للثلاسيميا" تحت سن الـ 18 تتراوح من 1500 وحتى 2500 جنيه، فيما يتكلف المريض فوق هذا السن حوالي 3500 جنيه. وأضافت أن 70% من الرجال الحاملين لهذا المرض يعانون من عدم القرة على الإنجاب، فيما تعاني 50 % من السيدات الحاملات لهذا المرض من عدم القدرة الانجابية، الأمر الذي يستدعى ضرورة السيطرة على هذا المرض منذ الصغر. وأشارت إلى أنه بالرغم من هذه الصعوبات إلا أن وزارة الصحة تعمل على توفير العلاج الأمثل المعتمد دوليا والدم للمرضي سواء من خلال فروع هيئة التأمين الصحي، أو المراكز العلاجية المتعاقدة مع الهيئة مثل مستشفيات الدمرداش وأبوالريش والمستشفيات الجامعية. وقالت آمال البشلاوي، أستاذ أمراض الدم وطب الأطفال بمستشفى أبو الريش الجامعي، ورئيس الجمعية المصرية لأنيميا البحر المتوسط إن نسبة حاملي المرض في مصر بلغت حوالي9% وهي من أعلى النسب في العالم، مشيرة إلى أن هناك طفرة في العقاقير الحديثة التي تؤدى لعلاج المرض، حيث أظهرت هذه العلاجات نتائج غير مسبوقة في حماية المرضي من مخاطر ارتفاع مستويات الحديد بالدم، ما يؤدي إلى تحسين حياة المصابين وارتفاع معدلات بقائهم على قيد الحياة". وأشار محسن الألفي، أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم بكلية الطب، جامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لإمراض دم الأطفال إلى أن مريض انيميا البحر المتوسط يحتاج إلى نقل دم فوري بشكل دوري لتعويضه عن كريات الدم التي تتكسر، وللمحافظة على مستوى مقبول من الهيموجلبين في دمه ؛ ما يتسبب في ترسب الحديد بالدم مؤديا إلى إلحاق ضرر شديد بالأجهزة الحيوية للجسم وعلى رأسها القلب والكبد والبنكرياس، ولا يستطيع المريض التخلص من الحديد المترسب إلا عن طريق الأدوية المكملة. وقال الألفي إن العقاقير الجديدة التى تعالج مرض الثلاسيميا الوراثية، ساعدت المصاب على أن يعيش حياة طبيعية ويكبر ويتزوج ويساهم في خدمة مجتمعه إذا حافظت أسرته على علاجه بانتظام حيث خففت هذه الحبوب من معاناة مرضى الثلاسيميا وأهاليهم ". وقال محمد بدر، أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم بجامعة الزقازيق "يعد التشخيص المبكر هو المفتاح للقضاء على المرض، من خلال إجراء فحص الدم للأشخاص المقبلين على الزواج لتجنب زواج حاملين للمرض.