الفنان اللبناني عاصي الحلاني
بيروت ـ سليمان أصفهاني
رسم لنفسه مسارًا بعيد المدى، اتسم بالفن والفروسية والنجاح والتقدم إلى الأمام، مع العلم أن النجومية لم تكن سهلة المنال، وقد تعب كثيرًا حتى بلغ مراحلها المتقدمة، ولا شك أنه بنى تفوقه بالصبر والمثابرة
والعطاء المتواصل، ولذلك لم تُلغِه المكائد التي رُميت في طريقه، بقصد ردعه عن الحيوية التي تسيطر على حواسه بالفطرة.
التقينا عاصي في بيروت بعد العرض الأول من مسرحية "شمس وقمر"، التي يلعب بطولتها، وكان له هذا الحوار مع "العرب اليوم".
توقفت عن التعاون مع شركة "روتانا" للصوتيات والمرئيات؟
انتهت مدة العقد الذي يجمعنا، واستمرت المودة المتبادلة والاحترام العميق بيننا، مع الإشارة إلى التقدير الذي أكنه لسمو الأمير الوليد بن طلال.
ما هو الذي يحمي نجوميتك؟
رعاية الله عز وجل، فالتوفيق من الخالق العظيم، الذي عزز مسيرتي بمحبة الناس، وثقتهم، ومما دفعني إلى العطاء المضاعف، الذي أحاول عبره أن أوفي الآخرين محبتهم، ودعمهم، ولا أنسى رضا والدي رحمهما الله، وبهما، وبدعواتهما تجاوزت الكثير من الصعوبات.
هل هناك مشروع فيلم سينمائي قريب؟
حاليًا السينما مؤجلة، لأنه أساسًا لا يوجد عرض مغرٍ وجديّ، ومشاركتي في فيلم "بترويت" كانت من خلال فيديو كليب وأغنية، كون أن هناك موضوعًا إنسانيًا يتناول العنف ضد المرأة، وأحببت أن أسجل نقطة في هذا الإطار، خصوصًا أن أحدًا لا يرضى أن تتعرض إنسانة هي نصف المجتمع إلى العنف.
كيف كان وقع المسرحية الجديدة عليك؟
المسرحية ذات عمق إنساني ووطني عام، وتتناول قضية الثورة على الطغيان والتسلط، وأجسد فيها دور البطولة إلى جانب الفنانة نادين الراسي، وقد لامس نص وجدي شيا إحساسي الفني والوطني، وكما برع جهاد الأندري في التعاطي الإخراجي مع هذا العمل.
جسدت دور الثائر الذي ينال الشهادة في النهاية؟
أنا سعيد بهذا الدور الذي شكل إضافة إلى رصيدي الفني العام، فالعمل المسرحي الهادف مهم جدًا، ويعطي الفنان دفعة جديدة نحو الأمام، مع الإشارة إلى أن المسرحية لا ترواح مكانها من حيث المضمون العام، لأن عنوان الثورة يقابله الحب والفرح والنضال والشهادة، وحتى المواقف التي ترسم الابتسامة البيضاء.
هل عملك مع وجدي شيا يعبر عن خلاف مع فرقة كركلا التي جسدت معها بعض الأدوار البارزة ؟
لا بالعكس، لا يوجد أي خلاف مع الفنان عبد الحليم كركلا، وهو صديق وفنان أقدره كثيرًا، وقبل وجدي شيا تعاملت مع الأخوين صباغ في مسرحية "أيام صلاح الدين"، التي عرضت في قلعة بعلبك، ولم يتم الحديث عن خلاف مع كركلا، أنا من الأشخاص الذين ليس لهم عداوة مع أحد، ولست من النوع الذي يعادي، خصوصًا الأصدقاء.
ماذا عن أغنية "مصيبة"؟
الأغنية صورتها على طريقة الفيديو كليب مع المخرج فادي حداد، وبدأت محطة التلفزة في عرضه منذ فترة، وأجد أن هذا العمل يؤكد صيغة البحث المستمر عن كل ما هو جديد في مسيرتي الفنية، إضافة إلى التنوع الذي أهدف إليه، والتجدد، وإحداث النقلات النوعية في مسيرة ليست تقليدية.
هل ترى أن لبنان في حاجة ملحة إلى الأغنيات الوطنية الآن؟
لبنان في حاجة إلى وحدة اللبنانين وتضامنهم من أجل حمايته من أي خطر يتربص به، ولا شك أن الأغنيات الوطنية مهمة، لكن الإيمان الداخلي أهم، ويجب التمسك به حتى النهاية، لأنه لا بديل عن وطن الآباء والجدود.