فيلم وثائقي

أعلن المخرج حنا كريم، الانتهاء من عمليات تصوير ومونتاج فيلمه الوثائقي الجديد بعنوان "فرقتنا الحرب وجمعنا الحب" من تأليف جوان ماركو، موضحًا أنَّ الفيلم يوثق قصة ثلاث نازحات سوريات استقرت بهن الحياة في دير "الكرميليت" للراهبات المنعزلات كليًا عن العالم الخارجي.

وأكد كريم في حديث إلى "العرب اليوم" أنَّ الفيلم يغوص في تفاصيل قصة كل عائلة كيف وصلت وتعايشت مع المكان وخصوصًا أنَّ الدير ممكن أن  يكون مختلف من الناحية الفكرية والدينية، مستعرضًا قصص الحرب والعائلات وكيف تطورت حياتهم في هذا المكان  فمنهم من تزوج ومنهم من رزق بأولاد، موضحًا طريقة تعايشهم  مع الراهبات وجو الدير ليصل إلى فكرة مفادها أنَّ الحرب ممكن أن تكون فرصة جديدة لنعيش بمحبة.

وأبرز أنَّ العائلات الثلاث اللاتي يرصد حياتهن فيلمه الوثائقي هي عائلة أبو محمد.التي نزحت من منطقة الزربة وبدأت القصة بطلب كأس من الماء من الدير فاستقبلتهن الراهبات لتستمر حكاية بتفاصيلها الصغيرة والكبيرة لأكثر من 3 أعوام حتى  تتزوج ابنتهم في هذا المكان مع زفة وعرس.

أما العائلة الثانية هي عائلة موسى وهو من منطقة منبج هرب من بيته وكان يعمل في بستان الدير من قبل, فلما اشتدت الأحداث  معه انتقل مع عائلته إلى الدير.

والعائلة الأخيرة هي عائلة أبو يزن الذي نزح من منطقة الشعار مع أطفاله الـثلاثة وزوجته, ويحكي أبو يزن عن تجربته المميزة بالتعايش مع الآخر المختلف من ثقافة ودين وكيف اختلفت طريقة التفكير بعد أن اجتمع كل هؤلاء الأشخاص بمكان واحد.

وأشار كريم إلى أنَّ للأطفال النصيب الأكبر من الحدث فمعظمهم تأخروا عن الدراسة بسبب النزوح لكن حاليا يتابعون دراستهم ليعوضوا عن ما فاتهم بفرح، لافتًا إلى أنَّ رسالة فيلمه تؤكد أنَّ الحرب لم تلعب دورها في هذا المكان؛ لأنَّ الحب وجد طريقه، فبدل أن تفرق فقد جمعت أناس مختلفين بطريقة قاسية لكن تفاصيلها تمتلئ بالحب.

واختتم كريم قوله، بأنَّ "هذه قصة من الحرب، ليست من شاشات التلفزيون، فكلنا وبسلام، نحلم يومًا بعد يوم أن نعيش معًا بقبول وبسلام، فالحرب قد تكون فرصة جديدة ومختلفة تدعونا لنعيش من جديد".