يفتتح بيت الوادى نادى السينما تحت شعار "فلنشاهد.. فلنناقش.. فلنتحرر"، ويبدأ العرض الأول يوم الخميس المقبل 25 سبتمبر فى السادسة مساء بعرض فيلم "العمى" عن رواية الكاتب الكبير جوزيه ساراماجو. ويقوم بيت الوادى فى اليوم ذاته بمنح شهادة تكريم للناقد السينمائى الكبير أحمد يوسف تقديرا لدوره ورحلة عطائه السخى الطويلة. وأحداث الرواية تدور حول وباء يتفشى فى أنحاء المدينة التى تخيلها الكاتب البرتغالى جوزيه ساراماجو، هو وباء العمى الذى يفتك بمؤسساتها وقيمها وأخلاقها، عمى يتسم بخاصية فريدة هى النقاء، أو البياض فى ذروته حيث تذوب الأشياء وتتناسخ فى سيرورة موازية للعدوى التى تفتك بالمدينة. وهناك عتمة فى رواية "العمى" لساراماجو، لكنها عتمة من بياض، حتى الكلاب لم تسلم، فهى مصابة بداء البكاء المزمن، تبكى المدينة التى صارت نقية مثل صحراء، والحضارة التى ارتدت إلى أبشع همجية يمارس فيها القتل ويصبح فيها الإنسان آكلا للحوم البشر. هذه الصورة المعتمة والقاتمة تعيدنا إلى قلب إشكالية الحضارة أو التنوير الذى يبدو هنا فى موضع تساؤل، فلئن كان التنوير شعلة تنتقل وتشيع النور، فإن المدينة هنا تصاب بالعمى، والبياض تشكيك فى الشعلة ذاتها.