تعرض مؤسسة عبد الحميد شومان بعد الثلاثاء ,الفيلم التركي "قوم جدي" لمخرجه تشاكَان إيرماك الذي يقدم رؤية درامية عن قصة حقيقية من خلال سيرة جد المخرج محمد يافاش. يبدأ الفيلم بمشاهد التهجير الجماعي لسكان أتراك من إحدى البلدات داخل اليونان نحو الأراضي التركية تنفيذا لاتفاقية تبادل السكان من الجنسيتين، ثم ينتقل بعد ذلك لعرض مشاهد من حياة المهجرين الأتراك بعد أن استقروا في موطنهم الجديد دون ان يتخلصوا من الحنين لحياتهم الماضية. يبرز الفيلم بشكل خاص العلاقة بين الجد والحفيد, وينتهي بحفيد بطل الفيلم الجد وهو يزور موطن جده ويتناول الطعام عند السيدة اليونانية التي حلت محل أهله في دارهم القديمة منفذا بذلك حلم جده الذي ظل يواصل إرسال الرسائل داخل زجاجة يرميها في البحر علها تصل الى موطنه القديم. يعود المخرج إيرماك بهذا العمل لتقديم هذه المأساة من خلال عيون الحفيد , إلا إن طريقة تناول الموضوع ، اتسمت بتلك القدرة على تفسير العلاقة بين الأجيال وعرض التعقيدات في علاقاتهم بشكل صادق ومقنع ويخلو من النمطية والتقليد، فالفكرة الرئيسة تقوم على مسألة الحنين والاشتياق للوطن، وتعمل على نقل هذا الوجدان الشعوري بالفيلم بكل شفافية. أضاف المخرج الذي يتميز بقدرته على عرض المشاعر الصادقة والمؤثرة والبعيدة عن "الميلودراما" المفتعلة، لمسات من الطرفة والكوميديا على مدار الفيلم الذي امتد لساعتين , وهذه اللمسات لا تخرج عن روح الواقع، فهو مبك ومضحك في ذات الوقت على خلفية القصة المحورية التي تتمثل بالمأساة الإنسانية التي وقعت العام 1923 فيما يسمى "اتفاعية التبادل السكاني" بين اليونان وتركيا .