انتهت فعاليات الدورة الثامنة عشرة لمهرجان صوفيا الدولي للسينما بعرض الفيلم الوثائقي الدرامي 'طريق بيروت – مولهولاند 150 ألف كم' للمخرج الفلسطيني المقيم في لبنان فجر يعقوب. وكان المهرجان، قد افتتح دورة هذا العام مساء الخميس، 6-3 بعرض الفيلم التشيكي الحائز على جائزة اوسكار 'حفلة في الحديقة البوتانية'. إضافة إلى فيلم  'طريق بيروت – مولهولاند 150 ألف كم'، حفل المهرجان في دورته لهذا العام بعرض 160 فيلما من مختلف انحاء العالم، بما في ذلك فلسطين، التي شاركت بفيلمين هما، 'جيرافادا' للمخرج راني مصالحة، وتمثيل محمد البكري وصالح البكري، وهو انتاج فلسطيني ايطالي فرنسي مشترك، والذي عرض يوم الجمعة، 14-3. يتناول فيلم 'طريق بيروت – مولهولاند 150 ألف كم' حياة اللاجئين الفلسطينيين والسوريين الفارين من  جحيم الحرب الحرب في سوريا بحثا عن ملجأ في لبنان، ورصد مصائر هؤلاء اللاجئين عبر تتبع الحياة الشخصية لبطلة الفيلم ميرا صيداوي، فيما يتحدث فيلم 'جيرافادا'، بأسلوب درامي ساخر، ذي دلالات سياسية واضحة، عن مغامرة نقل ذكر زرافة من حديقة حيوان في بلدة من مناطق الـ 48 لتزويجه من زرافة تعيش في قرية فلسطينية شمالي الضفة الغربية، في بيت ريتا التي فقدت زوجها نتيجة قصف قوات الاحتلال لبيتها في تلك القرية. مهرجان دولي آخر للسينما شهدته العاصمة البلغارية صوفيا (15- 1 حتى 2- 2) هو مهرجان 'مينار' المخصص لسينما الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وهو أحد أهم التظاهرات السينمائية في العالم، وأهمها في دول البلقان. و'مينار' الذي يختصر الحروف الأولى من 'الشرق الأوسط' و'شمال افريقيا' باللغة الانجليزية، هو الصيغة الجديدة لمهرجان سينما العالم الإسلامي الذي كانت تدور وقائعه سنويا تحت مسمى 'أزهار القرآن' منذ العام 2009. واستضاف مهرجان 'مينار' خلال دوراته الخمس الماضية أكثر من 150 فيلما دراميا ووثائقيا من الشرق الاوسط وشمال افريقيا، منها حوالي 60 فيلما روائيا ووثائقيا تم عرضها خلال دورة هذا العام. إلى جانب دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا المعروفة بقدرتها اللافتة على صناعة سينما متطورة كإيران ومصر والمغرب وتركيا، شاركت فلسطين في مهرجان 'مينار' لهذا العام بأربعة أفلام هي: 'ميراث' - إخراج هيام عباس وتمثيل يوسف ابو وردة ومكرم خوري، 'المنقذ' (إنتاج أردني فلسطيني بلغاري مشترك)- إخراج روبرت سافو وتمثيل عبير عيسى ونادرة عمران وزهير النوباني، '5 كاميرات مكسورة'- إخراج عماد برناط وغاي دافيد وتمثيل ثريا برناط ومحمد برناط، 'حتى لو جفّ النهر' (إنتاج فلسطيني قطري بريطاني مشترك)- سيناريو وإخراج عمر هاملتون وتمثيل قيس هاشم ومايا أبو الحيات.   حظيت بعض الأفلام المشاركة في المهرجان باعجاب المشاهدين والنقاد كالفيلم المغربي 'على الحافة' للمخرجة ليلى كيلاني، والفيلم الوثائقي الايراني 'أن تقبل الشمس' للمخرج هومايون أسديان، ولم يكن نصيب بعض الأفلام الفلسطينية المشاركة أقل منها من حيث اهتمام النقاد والمتابعة الإعلامية، وخاصة الفيلم الوثائقي '5 كاميرات مكسورة' للمخرج عماد برناط، ابن قرية بلعين. يتناول فيلم '5 كاميرات مكسورة' الحياة اليومية في قرية بلعين التي سلب جدار الفصل العنصري مساحات واسعة من أراضيها، ويتتبع المعاناة اليومية لهؤلاء السكان المتمثلة بالمداهمات الليلية والاعتقالات، من جهة، وتجربة المقاومة السلمية المتميزة التي يخوضها الأهالي بمؤازرة المتضامنين الأجانب. ويرصد الفيلم كل تلك الوقائع عبر عدسات خمس كاميرات يقتنيها المخرج وتتحطم واحدة تلو الأخرى.