رام الله – نهاد الطويل
نعى وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعلون، جهود وزير الخارجية الأميركية جون كيري، لاستئناف المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي. واعتبر يعالون في تصريحات صحافية تناقلتها وسائل الإعلام العبرية أن مساعي وزير الخارجية الأميركية جون كيري لاستئناف المفاوضات قد فشلت. وزعم يعالون خلال محاضرة ألقاها في معهد واشنطن :" إن الفلسطينيين يصرون على الشروط المسبقة ويريدون جباية الثمن مقابل رجوعهم إلى المفاوضات، مشيراً إلى أن موقف إسرائيل هو أن المفاوضات يجب أن لا تتركز حول الأرض فقط بل حول مجمل المواضيع العالقة بين الطرفين بما فيها إنهاء الصراع". وأعرب يعالون عن رفضه لمبادرة السلام العربية التي وضعها كيري في مركز جهوده، على حد قوله، كونها تطالب "إسرائيل" بالتنازل عن الأرض ومن ثم يفكر العرب بإقامة علاقات معها، قائلاً أن مبادرة كيري قد فشلت حتى الآن، معرباً عن تشاؤمه بإمكانية نجاحها في المستقبل. وتستمر حالة الجدل في أوساط المحللين حول الجهود الأميركية في ظل التصريحات الإسرائيلية والممارسات الاستيطانية، في حين يرى محللون أن جهود كيري لاستئناف المفاوضات تفقد زخمها مع مرور الوقت. ووصفت صحيفة "هآرتس" على موقعها الالكتروني تصريحات يعالون "فاجأت رام الله وسكبت مياها باردة على آمال واشنطن". يأتي ذلك بعد أربع زيارات قام بها كيري إلى رام الله وتل أبيب منذ فبر اير/شباط الماضي، فيما يستعد للقيام بجولة جديدة لم يفصح عن موعدها بعد أن تم تأجيلها بداعي انشغال الإدارة الأميركية بالموضوع السوري. ويتهم مراقبون "كيري" باعتماد "سياسة التكتكم" في جولاته المكوكية لاستئناف المفاوضات. ووصف عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" والنائب السابق حسام خضر إصرار القيادة الفلسطينية بعدم العودة إلى طاولة المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي بـ"الخطأ الاستراتيجي"، مُشيراً إلى أن العودة وبقوة إلى طاولة المفاوضات من شأنها أن تلعب دوراً كبيراً في انتزاع الحقوق الفلسطينية المشروعة. واعتبر خضر في مقابلة أجراها معه " العرب اليوم "ربط الاستيطان بالمفاوضات" موتاً وانتحاراً سياسياً"على حد قوله. الأمم المتحدة وعلى لسان الأمين العام " بان كي مون" اعتبر في تصريحات صحافية قبل أيام أن المشاريع الأخيرة للبناء في مستوطنات تنتهك القوانين الدولية وتعرقل احتمالات السلام. وقال المتحدث باسمه مارتن نيسيركي أن الأمين العام "يشعر بقلق بالغ لاستمرار" الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة "والذي ينتهك القوانين الدولية". وطلب من إسرائيل تجميد أنشطتها الاستيطانية واحترام تعهداتها على صعيد القوانين الدولية وخارطة الطريق". وأضاف كي مون أن الإعلانات الأخيرة المتعلقة بمشاريع بناء في (ايتامار وبروخين وبيت ايل) وكذلك في القدس الشرقية هي "قرارات تعرقل التقدم نحو حل يقوم على دولتين". وجاء في بيان الأمم المتحدة "إنه اتجاه مقلق للغاية في وقت تتواصل الجهود لإحياء مفاوضات السلام". وترفض إسرائيل، استئناف المفاوضات ومحادثات السلام الفورية بشروط فلسطينية مسبقة، في حين يشترط الفلسطينييون تجميد النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين والاعتراف بحدود 1967 مرجعاً للمفاوضات المستقبلية.