بيروت- لبنان اليوم
ترأس رئيس كاريتاس لبنان الاب ميشال عبود الكرملي قبل ظهر اليوم، القداس الالهي على نية ضحايا انفجار بيروت الذي دعت اليه شبيبة كاريتاس والشبيبة الانطونية قبالة مرفأ بيروت بقرب تمثال المغترب، شارك فيه عدد من شبيبة كاريتاس وشبيبة الأنطونية، متطوعون في الجمعيات وراهبات وحشد من وسائل الإعلام.
وبعد تلاوة الإنجيل المقدس ألقى الأب عبود عظة قال فيها: "ماذا تنفع الصلاة هل سترد ما تهدم وستقيم الموتى والأشخاص تحت الركام وستشفي الجرحى وتعيد بناء المنازل المهدمة؟ والجواب لو كانت الصلاة موجودة في قلوب الكثيرين لما شهدنا ما شهدناه".
وتابع: "الإنسان ليس مخلوقا ليكون ترابا في القبور فهل سنتمكن أن نقيم الإنسان من التراب؟ ولهذا قال لنا يسوع: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله. فعلينا في هذه اللحظات ان نؤمن بالحياة الأبدية ولقد قال الرب: من آمن بي وإن مات فسيحيا، وهذا ما رأته مريم ومرتا عندما قال لهما الرب:انا القيامة، أنا الحياة".
وقال: "سألت الكثير من الأمهات أين كانت العذراء مريم عندما مات أبناؤنا؟ الجواب، كانت عند أقدام الصليب، فحياة مريم لم تكن سهلة، فعندما ولدت يسوع لم تجد مكانا لولادته، اذا من يحمل المسؤولية في حياته يجب أن يعرف الصليب ويدرك أن سيف الألم في انتطاره. وعندما ولد يسوع ظهر الملاك ليوسف وقال له: قم خذ الطفل وأمه واهرب الى مصر. لقد قتل هيرودوس أطفال بيت لحم عند ولادة يسوع وجاء في الإنجيل: صراخ سمع في الرامة نحيب كثير، رحيل تبكي على بنيها وتأبى ان تتعزى، ولقد هرب يوسف ومريم من سيف هيرودوس، الذي تلون بدماء الأطفال، لهذا نرتدي الأحمر يوم الميلاد، ولهذا علمنا مكلل بالأحمر الذي هو رمز الشهادة والحب".
وقال: "الأيمان لا يزيل المصائب، المصيبة تطال الجميع، المؤمن وغير المؤمن، الفقير والغني، الحاكم والخادم، الموت لا كبير ولا صغير أمامه، إنما الإيمان يعطي القوة على تحمل المشاكل، ويجعلك تعرف أن تعمل الخير"، مؤكدا أنه "لو كان كل مسؤول في قلبه الإيمان ومحبة الله، لما كنا رأينا ما رأيناه".
وسأل: "ماذا تعلمنا مما حصل، ماذا ينفع أن ندين غيرنا؟ وماذا ينفع أن نبكي على الأشلاء والأطلال؟ نحن لا نزال هنا وفي هذه اللحظة نقول كما قال لص اليمين ليسوع: اذكرني متى أتيت في ملكوتك، وهو يقول لنا:اليوم ستكون معي في الفردوس".
واضاف: "اليوم يجب أن نغير قلوبنا وأن نصنع تاريخا جديدا، ففي كل ما سيمر في حياتنا يجب أن نخجل من عيون ربنا في السماء، ولذلك كل واحد يصلي ويؤمن يجب أن يسأل هل هو مستعد أن يصعد الى السماء؟ فإذا قال نعم، يجب أن يبدأ من هنا. نحن اليوم نجتمع لنصلي، نحن وفي حضور الله وموتانا هم في حضور الله أيضا، ونلتقي بهم الآن في هذه الذبيحة، ولهذا سنناضل في هذه الحياة وإنما من دون سحق الآخرين، سنقول الحقيقة ونزعج الأخرين لأن الحقيقة مثل النور تزعج من هم في الظلمة، وانما لا نريد ان نخطىء كما هم اخطأوا لا نريد ان تصدر من شفاهنا أي كلمات توسخ قلوبنا وأي أفعال تدين إيماننا".
وختم عبود: "انطلقنا ككاريتاس وكشبيبة انطونية مع العديد من الجمعيات الى قلب الخراب حيث هناك أناس ماتوا، ولكن وجدنا قلوبا حية تعطي الحياة، البعض يقول أن شبيبتنا ضائعة وفاسدة، يمكن أن نرى بعض الشبيبة الضائعة لانها لم تفهم قيمة العطاء ولم تختبر حب يسوع، ولأنها تعيش فراغا حاولت أن تملأه من وسائل التواصل الإجتماعي والإباحيات واللاخلاقيات. واعتبر ان الإنسان الذي يعيش مع الرب لا يعيش دائما كملاك، هو يقع ولكن لو خطىء ووقع فرحمة ربنا أوسع بكثير، ونحن سنعود للرب كالإبن الضال، والرب يقبلنا ويعانقنا، سنأتي اليه بخطايانا، وسنقول له أعطنا يا رب يقظة الضمير ولا تجعل ضميرنا يغفى، اجعلنا واعين، واجعلنا نزعج كما انت أزعجت سنكون على الصليب، ولكن هناك بعد كل موت قيامة".
قد يهمك أيضا :
"إف بي آي" على رأس المشاركين بتحقيقات انفجار بيروت
عون يؤكد لا أفكر بالاستقالة والتحقيق بانفجار بيروت سيستغرق وقتا