واشنطن ـ رولا عيسى
أحدثت الاستقالة المفاجئة لمديرة الاتصالات في البيت الأبيض، هوب هيكس، فراغاً في الدائرة المحيطة بالرئيس دونالد ترامب الذي كان يثمّن ولاءها. في الوقت ذاته سيكون بول مانافورت، المدير السابق لحملة ترامب، أول فرد يُحاكم في إطار تحقيق يقوده روبرت مولر في ملف “تدخل” روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، وفوجئ معظم مسؤولي البيت الأبيض برحيل هيكس الذي يحرم ترامب على نحو متزايد من دعم مساعدين التفوا حوله خلال حملته الانتخابية، كما يشكّل حلقة في سلسلة استقالات وإقالات ميّزت عهد الرئيس.
وقالت هيكس: “لا أجد كلاماً للتعبير في شكل مناسب عن مدى امتناني للرئيس ترامب”، ولم توضح أسباب قرارها، علماً أنها ستخرج من البيت الأبيض “في غضون أسابيع”. وقال مساعدون لها إنها تحدثت مع الرئيس وأبلغته بأنها تودّ المغادرة، لكي يتسنّى لها بدء استكشاف فرص خارج البيت الأبيض، لكن استقالتها أتت بعد مثولها أمام الكونغرس، في جلسة استماع مغلقة حول “ملف روسيا”. وأوردت الصحافة الأميركية أنها أقرّت خلال الجلسة بأنها اضطُرت، في سياق عملها في البيت الأبيض، إلى قول “أكاذيب بيضاء” أحياناً، لكنها أكدت أنها لم تكذب مرة في ردها على أسئلة عن “ملف روسيا”.
وأكدت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة هاكابي ساندرز، أن استقالة هيكس ليست مرتبطة بشهادتها أمام اللجنة. وأسِفت لاستقالتها، إذ كتبت: “لن يكون في وسع أحد ملء الفراغ الذي تتركه هوب هيكس”، وعلّق ترامب على استقالتها قائلاً: “هوب رائعة وقامت بعمل ممتاز. إنها ذكية وحاذقة، هي فعلاً شخص ممتاز”. وأبدى ثقته بأنه سيعمل معها مجدداً. وكتبت إيفانكا ترامب على موقع “تويتر”: “هوب هيكس تحظى بمودة وإعجاب جميع الذين يعرفونها”. كما كتبت المستشارة المقربة من الرئيس كيليان كونواي: “أحبك وسأفتقدك”. أما كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي، فلفت إلى نضجها، معتبراً أنها “خدمت بلادها بكثير من الرقيّ”.
وكان اسم هيكس (29 سنة) ارتبط بفضيحة هزّت البيت الأبيض أخيراً، إذ أقامت علاقة عاطفية مع روب بورتر، وهو مستشار لترامب استقال بعدما اتهمته زوجتاه السابقتان بعنف جسدي ونفسي، وكانت هيكس انضمت في وقت مبكر ومن دون أي خبرة سياسية، إلى حملة ترامب، وتشغل منذ أيلول (سبتمبر) الماضي منصب مديرة الاتصالات في البيت الأبيض. وكان ترامب ينصت لرأي عارضة الأزياء السابقة، التي كانت عملت لحساب ابنته إيفانكا في نيويورك، ولم يبد مرة أي تحفظ حيالها. وهي معروفة بتكتمها تجاه وسائل الإعلام، إذ كانت ترفض تلبية طلبات المقابلات، وهيكس رابع شخص يشغل هذا المنصب، بعد أنتوني سكاراموتشي الذي لم يستمر فيه سوى أيام. ويُضاف اسمها إلى لائحة طويلة لمسؤولين بارزين أو مستشارين مقربين لترامب، قرروا الرحيل أو عُزلوا، وهم: وزير الصحة توم برايس والمستشار الاستراتيجي السابق ستيف بانون وكبير موظفي البيت الأبيض السابق رينس بريبس والناطق السابق باسم البيت الأبيض شون سبايسر والمستشار السابق للأمن القومي مايكل فلين.
وأعلن قاض في واشنطن ان محاكمة مانافورت في “ملف روسيا” تبدأ في 17 أيلول (سبتمبر) المقبل. لكن المدير السابق لحملة ترامب دفع خلال الجلسة ببراءته من اتهامات وُجهت إليه، بينها تبييض أموال وممارسة نشاطات تعبئة غير معلنة والإدلاء بشهادة كاذبة، وكان مكتب مولر أعلن توجيه 32 تهمة جديدة إلى مانافورت وشريكه السابق ريتشارد غيتس، تُضاف إلى 12 تهمة كُشف عنها الخريف الماضي. وأقرّ غيتس بذنبه، أملاً بعقوبة مخففة ووافق على التعاون مع التحقيق. لكن مانافورت تمسك بـ “براءته”.