بيروت - لبنان اليوم
انتهج حزب الله" في المرحلة الماضية سياسة هادئة في التعاطي مع المعضلة الحكومية، ولم يرغب في ان يكون طرفا في الاشتباك السياسي الحاصل بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري ، ساعده في ذلك الرئيس سعد الحريري الذي حيّده ايضاً.
لكن الحزب بات امام ازمة جدية مع استمرار المماطلة في التشكيل وازدياد العراقيل والشروط، فهل يبقى على الحياد ام يتوجب عليه ان يقف الى جانب حليفه الاساسي ؟ وهل يمكنه استعادة الصراع السابق مع الرئيس سعد الحريري؟
اسئلة طرحت مجددا امس، بعد خطاب الرئيس سعد الحريري، الذي، وبحسب مصادر مطلعة، لم يكن في نظر "حزب الله" سلبياَ بالمطلق، بل رآه ضمن السياق المعتاد ولم يخرج عن الخطوط الحمر الاساسية التي كان من الممكن ان تشعل الشارع.
وقالت المصادر ان الحزب وجد في خطاب الحريري تمسكا بشروطه وهذا سيزيد من حجم الازمة الحكومية، لكنه ايضاً لم يذهب الى التصعيد الذي لا عودة عنه. وتعتقد المصادر ان الحريري لا يزال خيارا اساسيا بالنسبة للحزب لاسباب عدة ابرزها الحاجة الى الحد الادنى من الاستقرار الداخلي والى من يضبط الشارع ويساهم في منع حصول فتنة مذهبية او طائفية، وبالتالي فان الاخير ليس في وارد قطع طرق التواصل معه، خصوصا ان الحريري نفسه لم يقطعها ، بل لا يزال يحيد الحزب عن اي اشتباك خطابي او سياسي.
وترى المصادر ان الحزب سيستمر بالعمل وفق قاعدته الذهبية والتي تتعلق بالازمة الحكومية: لا استغناء عن الحريري او فتح اشتباك معه، ولا حكومة لا يرضى عنها الرئيس ميشال عون. وقالت المصادر ان الحزب لن يدخل حلبة الاشتباك السياسي المتصاعد الى جانب التيار الوطني الحر، لكنه سيدعم حليفه سياسيا وسيمنع اي محاولة لتجاوزه حكوميا او عزله سياسيا.
وتعتبر المصادر ان "حزب الله" اليوم بات اقل حماسة للمبادرة الفرنسية لاسباب كثيرة وبالتالي فهو غير مستعد لتقديم تنازلات سياسية في لحظة "قوة" اقليمية يشعر بها، خصوصاً ان باريس لا تزال تلعب دور الوسيط وليس دور المقرر الراعي القادر على حسم التوجهات الاقليمية.
ازاء كل ما تقدم، يبدو ان "حزب الله" سيحافظ على علاقته مع الحريري وتواصله الدائم معه ، كما حصل في الفترة الماضية، لكنه في الوقت نفسه سيكون حاميا لحليفه، ما يعني ان الملف الحكومي مُرحل الى الاشهر المقبلة.
قد يهمك أيضا :
بعد زياراته ببعبدا واجتماع جاف مع الرئيس عون الحريري يستمر في حصاد الخيبات
عون يؤكد أن شرط نجاح حملة التلقيح هو تجاوب المواطنين