الماروني بشارة الراعي

واصلت المرجعيات الروحية المسيحية دعوة النواب اللبنانيين للقيام بمهامهم، وانتخاب رئيس للجمهورية كبوابة لانتظام عمل المؤسسات، والبدء بتطبيق الإصلاحات التي يطالب بها المجتمع الدولي.واستغرب البطريرك الماروني بشارة الراعي تحميل المسيحيين مسؤولية الفراغ الرئاسي، قائلاً: «إذا كان رئيس الجمهورية مارونياً فالناخبون ليسوا جميعهم موارنة ومسيحيين. وإذا كان جزء من مسؤولية الشغور الرئاسي يتحمله القادة المسيحيون، فالمسؤولية الكبرى تقع على غيرهم؛ لأن المسيحيين مختلفون على هوية الرئيس، بينما الآخرون مختلفون على هوية الجمهورية». وأكد الراعي خلال عظة الأحد حرص المسيحيين على «عدم المس بهوية لا الرئيس، ولا الجمهورية لأنهما ضمانة لوحدة لبنان والكيان في ظل المشروعات الداخلية والأجنبية التي وضعت لبنان على المشرحة دون أيّ حساب لتاريخ هذه الأمّة وخصوصيتها». وشدد على أن «لبنان ليس نظاماً ينتقل من فريق إلى فريق، إنما أمّة تنتقل من جيل إلى جيل عبر الآلية الديمقراطية دون ما سواها». في كلّ حال يبقى الموضوع الأساس أن يلتئم مجلس النواب، وينتخب رئيساً بموجب المادّة 49 من الدستور. إنّ عدم التئامه، والتمادي في الشغور لا يبرّران مخالفة المادّتين 74 و75 منه اللتين تعلنان «المجلس النيابيّ هيئة انتخابيّة لا تشريعيّة».

إنّ مخالفتهما تنسحب على مخالفة المادّة 57 المختصّة بصلاحيّة رئيس الجمهوريّة، وتقضي على مبدأ فصل السلطات الذي تقرّه مقدّمة الدستور.وأكد الراعي أنه «بانتخاب الرئيس المناسب والأفضل ينتظم عمل المؤسّسات، وتتوقّف المتاجرة بثروات الدولة على حساب خزينتها والشعب».من جهته، شدد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة في عظة الأحد على أن «بناء الدولة يبدأ بانتخاب رئيس، وتشكيل حكومة تعمل جاهدة على تسيير إدارات الدولة بناءً على خطة إصلاحية إنقاذية شاملة»، قائلاً: «وإن كانوا عاجزين عن ذلك فليفسحوا المجال لمن يستطيع ذلك».

أما رئيس كتلة «حزب الله» النيابية محمد رعد فأشار خلال حفل تأبيني إلى أن الحزب يريد «رئيساً للجمهورية (رَجُلاً) يستطيع أن يرد على الاتصالات، لكن يفعل ما يقرّره هو لمصلحة شعبه وبلده، لا أن يتلقى التعليمات ليس من رؤساء بل من سفراء يتدخلون في شؤوننا، ويوصون بتوصيات، ويعطون التوجيهات لمسؤول هذه المؤسسة، ولقائد هذا الجهاز، ولهذا المَعنيّ».

ورأى عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق أن «مشروع التحدي والمواجهة في الاستحقاق الرئاسي قد وصل في الأيام الماضية إلى طريق مسدودة، حيث اعترف فريق هذا المشروع بأنهم تورّطوا وورّطوا اللبنانيين بمغامرة غير محسوبة، وأنهم غير قادرين على إيصال رئيس بصفة التحدي والمواجهة».وأكد قاووق أن «الفرصة اليوم باتت متاحة لانتخاب رئيس للجمهورية بإرادة داخلية لبنانية بعدما وصل البعض إلى طريق مسدودة، وأما المواصفات والمعارضات من الخارج، فلا تعنينا بشيء، لأن الرئيس يجب أن ينتخب بإرادة وصناعة لبنانية - لبنانية، وبتوافق وبحوار لبناني، وليس بأي إملاءات خارجية».

قد يهمك ايضاً

الراعي يُطالب بوقف «المسرحية الهزلية» لإنتخاب الرئيس اللبناني

بشارة الراعي يتحدّث عن مخطط ضدّ لبنان لإحداث شغور رئاسي معطوف على فراغ دستوري