بيروت - لبنان اليوم
على ما يبدو أن حزب الله اختار السير بطريقة مغايرة لآلية تعاطيه مع التيار الوطني الحرّ. وكأن حزب الله يقول لباسيل:" لم نعد مستعدين للعمل لديك، ولسنا موظفون عندك ولا يمكنك أن تبقينا أسرى لخياراتك." كانت هذه العبارات تتردد على ألسنة الكثير من المسؤولين السياسيين الذين يتواصلون مع الحزب ويتوجهون إليه بهذا الكلام، من بينهم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال للحزب إنك أسديت لباسيل ما لم يكن يحلم به. في المقابل، عند كل محطة ومفصل، يعمل باسيل على الإنقلاب على ممارسة فعل الإبتزاز. عملياً وصلت هذه المواقف إلى مرحلة النظر بجدية إليها، فيما امتحانها الفعلي جلسة مجلس الوزراء يوم الإثنين المقبل التي دعا إليها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
التنسيق مع بري
تقول المعلومات إن ميقاتي لم يكن ليعلن عن تحديد موعد الجلسة لو لم يحصل على ضمانات من الثنائي الشيعي، لا سيما أن ميقاتي كان قد نسق خطوته مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما يدفع الحزب باتجاه انعقاد الجلسة، ويحاول إقناع التيار بذلك.
يراهن التيار على موقف حزب الله لتعطيل الجلسة، خصوصاً أن هناك ستة وزراء للتيار الوطني الحرّ سيقاطعون وهم هنري خوري وموريس سليم وهكتور الحجار ووليد نصار ووليد فياض وعبد الله بو حبيب بالإضافة إلى الوزير عصام شرف الدين. فيما المفاجأة أن وزير الإقتصاد أمين سلام سيشارك، علماً أنه كان محسوباً على التيار. وبحال بقي الوضع على حاله، سيبقى التيار بحاجة إلى وزيرين لفرط انعقاد الجلسة وعدم توفير نصابها، ولذلك هو يراهن على وزراء الحزب.
خلاف جديّ؟
يريد حزب الله إيصال رسالة مباشرة لباسيل بأنه لم يعد بالإمكان الإستمرار وفق المسار السياسي القديم. فالخلاف جديّ وعميق بين الطرفين، وهناك امتعاض حقيقي لدى الحزب من باسيل، خصوصاً بعد مواقفه الأخيرة بشأن الإستحقاق الرئاسي، لا سيما أن الحزب يحمّل باسيل مسؤولية عدم جعل سليمان فرنجية المرشح الأقوى والأكثر قدرة على الوصول إلى الرئاسة. ففرنجية كان قد "كارم" عون وتنازل عن ترشيحه في الدورة السابقة.
باسيل المكبّل
يعلم حزب الله أن باسيل لديه الكثير من الحسابات ومكبّل بالكثير من الرغبات، اولها رئاسة الجمهورية، ثانيها رفع العقوبات، ثالثها الحفاظ على المكتسبات المتعددة في الدولة العميقة في أي عهد جديد، رابعها الإحتفاظ بالعلاقة التحالفية مع الحزب لما تمثله من عنصر قوة لديه.
ولكن هذه التكبيلات لا بد لها أن تتضارب مع بعضها البعض، خصوصاً أن رفع العقوبات، الذي يسعى اليه باسيل، سيستوجب شروطاً سياسية عليه الإلتزام بها، ولن يكون أقلها محاولة جهات متعددة زرع الخلاف بينه وبين حزب الله. ووفق وجهة نظر الحزب فإن الأميركيين هم من سيقومون بذلك ويستندون إلى كلام باسيل العلني حول العقوبات إذ قال في أكثر من محطة أنها فرضت عليه لرفضه الإختلاف مع حزب الله وفك التحالف معه. لا يمكن لباسيل أن يرضي طموحاته، ورغبات الأميركيين، في رفع العقوبات التي تحتاج إلى مسار إداري وقضائي طويل، وإرضاء الحزب في الوقت نفسه. وبالتالي هذه الحسابات التي ستتداخل مع بعضها البعض لا بد أن تؤدي إلى نتائج عكسية. لذلك قرر حزب الله توجيه رسالة مباشرة لباسيل بأنه لا يمكن الإستمرار بهذه الطريقة، يريد الحزب أن يقول لباسيل إنه بدون دعمه لن يتمكن من فعل شيء وسيجد نفسه معزولاً، وهذا يفترض أن يعيده إلى بيت الطاعة، خاصة أن حزب الله يحاول إقناع باسيل بالسير بخيار فرنجية باعتباره أهون الشرور وأنه سينال حصته وحزب الله سيكون ضمانته.
قد يهمك ايضاً