بيروت - لبنان اليوم
لا مكان في منزل عائلة لقمان سليم في الضاحية الجنوبية لبيروت، للحقد والكراهية والانتقام حتى تجاه من اغتال ابن العائلة، الكاتب والناشط السياسي.والدة لقمان السيدة سلمى مرشاق أبت أن تغادر منزلها الواقع في قلب الضاحية معقل «حزب الله» الذي وجه كثير من معارضيه أصابع الاتهام له باغتيال لقمان قبل عامين، ولا تزال تنكب على الكتابة. هي الأديبة اللبنانية - المصرية - السورية باعتبارها من أب سوري وأم لبنانية ولدت وعاشت في مصر، لا تجد إلا الكلمة تبلسم جراحها وتخفف من آلامها.
تقول إن «ألم فقدان الولد لا تشفيه الأيام والسنوات، وهو يختلف عن ألم فقدان الأم والأب»، لافتة إلى أن «الحزن تحوّل لرفيق أيامها وسيرافقها إلى الآخرة».تتأسف الأديبة الأم سلمى مرشاق سليم؛ لعدم توصل القضاء للكشف عن قتلة ابنها، وللحالة التي وصل إليها القضاء اللبناني، «حيث الكلمة الفصل لم تعد للقانونـ إنما للقاتل الذي يصور نفسه بطلاً»، متسائلة: «أية همجية هذه؟!». وتتذكر سلمى ما أخبرها به زوجها الراحل محسن سليم حين كسب دعوى قضائية ضد الحكومة اللبنانية في زمن الاستقلال في أربعينات القرن الماضي، معتبرة أن «ما كان بوقتها من استقلالية في القضاء لم يعد قائماً اليوم». ولدى سؤالها عما إذا كانت قد وصلت لقناعة بخصوص من اغتال ولدها، تقول سليم: «من يملكون السلاح يعرفون.
أنا سلاحي الكلمة والفكر. لا أعرف من قتله، ولا يمكن أن أتهم أحداً؛ لأنني بذلك قد أؤذي نفسي وأؤدي لأذية أفراد عائلتي».ولا ترى سليم سبباً لاغتيال ابنها إلا أنه «كان صريحاً ويقول الحقيقة... أما هم فيحبون المنافقين». وعما كان ليقوله لقمان عن أحوال لبنان الراهنة، تؤكد والدته أنه «كان ليكون حزيناً لأقصى درجات الحزن؛ لأن البلد يشبه شخصاً يقف عند رأس الجبل ويتدحرج إلى الهاوية».
قد يهمك ايضاً