بغداد - جعفر النصراوي
قررت الأمم المتحدة، استبدال ممثلها في العراق مارتن كوبلر، من دون أن تفصح عن اسم البديل، وإرساله إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيما نفت اجتماع كوبلر مع السفير الإيراني لدى بغداد حسن دنائي. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في بيان صدر الإثنين، وتلقى "العرب اليوم" نسخة منه، "إنه تقرر تعيين رئيس بعثة (اليونامي) في العراق مارتن كوبلر، الألماني الجنسية، كممثل خاص لبعثة حفظ السلام للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية ورئيس منظمة بعثة حفظ السلام فيها، خلفًا للأميركي روجر ميس، والذي سيكمل مهمته في تموز/يوليو المقبل". وأضاف بان، أن "كوبلر سيأتي إلى الكونغو ومعه خبرة واسعة في صياغة السياسات الدولية في مناطق الصراع، بعد عمله لأكثر من 25 عامًا في الخدمة الخارجية، كمسؤول كبير في الأمم المتحدة، وأنه عمل قبل أن يكون ممثلاً خاصًا للأمين العام في العراق في بعثة (اليونامي) نائبًا للممثل الخاص لبعثة الأمم المتحدة في أفغانستان في الفترة من 2010 إلى 2011، فضلاً عن عمله قبل ذلك مديرًا عامًا للثقافة والاتصالات في وزارة الخارجية الألمانية، وسفيرًا في العراق ومصر". وأكدت المتحدثة باسم بعثة الأمم المتحدة في العراق "اليونامي" اليانا نبعة، الثلاثاء، في تصريح لـ"العرب اليوم"، أن "نقل رئيس البعثة مارتن كوبلر أمر روتيني يجري كل عامين أو 3 أعوام، حيث يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بتغيير ممثليه في بعض البعثات"، مبينة أن "كوبلر كان من بين أربعة تغييرات أجرتها الأمم المتحدة لرؤساء بعثاتها، وأنها باقية في منصبها كمتحدثة لبعثة الأمم المتحدة في العراق حتى الآن، وأن بقاءها غير متعلق برئيس البعثة مارتن كوبلر". واتهمت البعثة الأممية في العراق، جهات لم تسمها بأنها تزوّر بياناتها، وتعممها على وسائل الإعلام، مؤكدة أن ما نسب إليها عن لقاء رئيس البعثة والسفير الإيراني، أمر عار من الصحة، داعية وسائل الإعلام إلى التدقيق في البيانات التي ترددها. وقالت البعثة، في بيان صدر عنها مساء الاثنين، "أُبلغنا من قِبل وسائل الإعلام الإثنين بأنها تلقت بيانًا يحمل تاريخ 10 حزيران/ يونيوالعام 2013 وعليه شعار الأمم المتحدة، جاء فيه أن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق رئيس البعثة مارتن كوبلر قد عقد اجتماعًا مع السفير الإيراني لدى بغداد حسن دنائي فر، ونريد أن نؤكد أن البيان المذكور في أعلى، هو بيان مزور، وأن استخدام شعار الأمم المتحدة أمرًا محظورًا"، داعية وسائل الإعلام إلى "التدقيق في البيانات التي تردها وعدم الترويج إلى معلومات مُسيئة". وأعرب المتعصمون في المحافظات الست المنتفضة، في أكثر من مناسبة، عن امتعاضهم من أداء الممثل الخاص للأمين العم للأمم المتجدة مارتن كوبلر، واتهموه بـ"الانحياز" للحكومة العراقية، وهو ما دعا كوبلر إلى إرسال ممثل عنه، وهو ممثل المكتب الإقليمي للمنظمة الدولية في الشرق الأوسط، مروان علي، إلى المحافظات للقاء المعتصمين للإيضاح لهم بأن الأمم المتحدة دورها نصحي واستشاري، ولا تستطيع الضغط على أي جهة لتنفيذ شيء معين، وعلق علي الاعتراضات التي تطال البعثة الدولية في العراق خلال زيارة قام بها إلى الفلوجة في 23 شباط/فبراير 2013، أن الأمم المتحدة أصبحت في حيرة من أمرها، وأن لا احد في الحكومة أو المتظاهرين راض عنها، وأنه قلق من الوضع الراهن الذي يمر به العراق، والأزمة السياسية الحالية، وأن الأمم المتحدة تلتقي المتظاهرين، وتتابع الخروقات التي تحصل في ملف حقوق الإنسان، من خلال الاتصال المستمر والمكثف مع شتى الأطراف، وأن من مهام الأمم المتحدة في العراق، الحد من الخروقات التي تقع في ملف حقوق الإنسان، واكتشاف حالة تعذيب واحدة تعد شيئًا مقلقًا وكبيرًا للغاية". ودعت "القائمة العراقية"، في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، الأمم المتحدة إلى تغيير ممثلها في العراق مارتن كوبلر، بعد أن "فقد حياديته واستقلاليته"، متهمة إياها بأنه "أصبح جسرًا للتدخل الإيراني في البلاد، فضلاً عن فشله في إدارة ملف حقوق الإنسان"، كما اعتبرته "وسيطًا غير نزيه" في العلاقة بين حكومة بغداد ومنظمة "خلق". وهاجمت حركة "التغيير" الكردية، في 13 كانون الثاني/يناير الماضي، بعثة الأمم المتحدة في العراق، وحملتها مسؤولية "المشاكل وانتهاكات حقوق الإنسان" التي تشهدها البلاد، وفي حين طالبتها بالضغط على الحكومة لتحقيق الإصلاحات في البلاد، حذرت من أن واقع حقوق الإنسان والعملية الديمقراطية في العراق ينحدران بشكل متسارع ومقلق نحو الخطر. وعيّن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في 5 آب/أغسطس 2012، الدبلوماسي الألماني المخضرم مارتن كوبلر، مبعوثًا خاصًا جديدًا له في العراق، للإشراف على عمليات المنظمة الدولية السياسية والاقتصادية والعمليات المتعلقة بحقوق الإنسان في العراق.