حذر رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، من موجة التطرف التي تظهر في أماكن مختلفة من العالم العربي، داعيًا إلى موقف موحد للدول العربية من الإرهاب لأنه يشكل خطرًا على الجميع. وقال المالكي في بيان صدر عن مكتبه الخميس، وتلقى "العرب اليوم" نسخه منه عقب استقباله في مكتبه الرسمي، السفراء العرب المعتمدين في بغداد "إننا نقف إلى جانب الشعوب في حركتها لنيل الحرية والديمقراطية دون أن نعمل أو نفكر نيابة عنها"، محذرًا من "موجة التطرف التي تظهر في أماكن مختلفة من العالم العربي". ودعا المالكي إلى "موقف موحد من الإرهاب والتطرف لأنه يشكل خطرًا على الجميع وليس على جماعة أو جهة دون أخرى"، مؤكدًا على "تعزيز التعاون بين العراق والدول على كل المستويات السياسية والاقتصادية". وأوضح رئيس الحكومة أن "العراق اجتاز مراحل صعبة في المجال الأمني بالاعتماد على الجهد الوطني ووحدة الصف"، داعيًا إلى "حضور عربي أكثر في العراق خاصة في مجال الاستثمار والشركات". ومن جهتهم أشاد السفراء العرب، وفقًا للبيان، "بدور العراق وبالتطورات على الصعيد الداخلي وفي علاقاته مع الدول العربية"، مشيدين "بجهود العراق ونجاحه في استضافته مؤتمر القمة العربية والمؤتمر الأخير للأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية". وكان المالكي قد حذر، في 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2012، من إسقاط الأنظمة السياسية في المنطقة بالقوة كما يحصل حاليا في سورية، معرباً عن أسفه لعودة نشاط بعض التنظيمات المتطرفة في المنطقة خلال الآونة الأخيرة، كما أكد، في (12 آب/ أغسطس 2012)، أن العراق جزء من المنطقة التي تلتهب فيها النار بمختلف مفاصلها، مبيناً إن هذه النار أشعلها "الجاهلون الحاقدون أو إرادات خارجية".   يذكر أن المنطقة العربية، بصورة عامة، شهدت حركة احتجاجات شعبية واسعة خلال العام 2011 للمطالبة بالتغيير والإصلاح ومكافحة الفساد، وباتت تعرف بتسمية "الربيع العربي"، حيث اسهمت في إسقاط نظم الحكم التي كان يتربع على سدتها زين العابدين بن علي في تونس، وحسني مبارك في مصر، ومعمر القذافي في ليبيا، وإجبار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على التخلي عن الحكم. في حين تتواصل حركة الاحتجاجات والعنف في سورية مما أسفر عن سقوط أكثر من 10000 قتيل حتى الآن، كما كان لهذه الحركة امتدادها في العديد من الدول العربية الأخرى، ومنها البحرين والأردن والجزائر والمغرب والسعودية، لكن دول الربيع العربي بعامة ولاسيما ليبيا ومصر واليمن وسورية بخاصة، تشهد حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار فضلاً عن أعمال العنف لم تتمكن من السيطرة عليها حتى الآن.