الرباط ـ رضوان مبشور
نجح حزب "الاتحاد الاشتراكي" المغربي المعارض، في أن يدمج كلاً من حزبي "الاتحاد العمالي" و الحزب "الاشتراكي" إلى صفه، بعد سنوات من الانفصال والقطيعة، في خطوة تهدف إلى "التصدي لتنامي القوى المحافظة والرجعية وتغلغلها في الأوساط الشعبية المهمشة". وأجمع أمناء الأحزاب الثلاثة المندمجة، على أن "الأحزاب المحافظة تستغل المقدس المشترك من جهة، ويتم دعمها من جهات كانت دائمًا معادية للفكر التقدمي والمشروع التحرري". واعتبر زعيم حزب "الاتحاد الاشتراكي"، إدريس لشكر، أن "هذا التحالف حدث تاريخي في الساحة السياسية المغربية، ولا يتعلق هذه المرة بتشتيت العائلة الاشتراكية، وإنما بمشروع من أجل توحيد العائلة الاشتراكية، والوقوف من أجل التصدي لتيار محافظ يعمل من أجل السطو على مكتسبات تجربة الديمقراطية"، مؤكدًا أن "الأسباب التي فرقت بين الأحزاب المندمجة كان ظرفيًا، ولقد التزمت منذ انتخابي على رأس (الاتحاد الاشتراكي) بأن أسعى جاهدًا إلى توحيد الطاقات الاتحادية، لأن البلاد تحتاج اليوم إلى قطب يساري ذي مرجعية ديمقراطية". وأضاف لشكر، أن "الشعب المغربي ينظر إلى التشرذم الاتحادي نظرة عتاب، وأنه أخد على عاتقه (توحيد العائلة الاشتراكية)، وبخاصة أن الجيل الحالي للأحزاب يرفض الوضعية التي كانت عليها الأحزاب الثلاثة، والتي خرجت في الأصل من رحم (الاتحاد الاشتراكي)"، فيما هاجم "القوى المحافظة"، في إشارة إلى الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي وهي "العدالة والتنمية" و "الاستقلال" و "الحركة الشعبية" و "التقدم والاشتراكية". وانتقد إدريس لشكر، حزب "التقدم والاشتراكية" ذي المرجعية الاشتراكية الذي اختار التحالف مع القوى المحافظة، واعتبره "حزبًا اشتراكيًا داخل تيار محافظ"، واصفًا إياه بـ "المشروع الماضوي الذي كاد يجهز على 50 عامًا من الديمقراطية التي تسعى لها البلاد منذ فجر الاستقلال". وعن تأسيس تيار معارض داخل حزب "الاتحاد الاشتراكي"، والذي يقوده أحمد الزايدي، قال لشكر "ما يتعلق بوجود تيار من عدمه داخل الاتحاد، المسؤول عن تأكيده هي الأجهزة التقريرية للحزب"، مشيرًا إلى أنه "حتى الساعة لم يصدر عن المؤتمر، ولا عن اللجنة الإدارية التي انعقدت مرتين أي قرار في هذا الشأن، وأن الاتحاد منفتح على كل الاقتراحات". وقال الأمين العام لحزب "الاتحاد العمال" سابقًا، والمندمج مع حزب "الاتحاد الاشتراكي"، عبدالكريم بنعتيق، "إن هذا التيار يسعى إلى عولمة التفكير الماضوي وتقديمه كبديل تاريخي لمشاكل العالم العربي، عن طريق الترويج له من طرف أكبر مكتب للدعاية المجانية والأكثر انتشارًا، والذي يسخر زعماء ومنظري هذا المرجع للإقناع بجدواه وخدمة لأجندات تسير خيوطها عن بعد". وأشار بنعتيق إلى أن "مبادرة الاندماج جاءت بعد أشهر من النقاش، وتم الاتفاق في النهاية على ضرورة التكتل لمواجهة المد الأصولي وتحقيق التوازنات المطلوبة"، مضيفًا أن "الرسالة الوحيدة المتبقية في وقت تتنامى فيه هجمات الجناح الدعوي لحزب الغالبية (العدالة والتنمية) لكل معارض، في محاولة لترويض المجتمع وصبغه بلون واحد لفرض طقوس الطاعة والولاء". واعتبر عبدالمجيد بوزوبع، الأمين العام لحزب "الاشتراكي" المندمج حديثًا مع "الاتحاد الاشتراكي"، أن هذا الاندماج انتصار لإرادة مناضلي الحزب، وتجاوب مع نداء مستقبل الشعب المغربي، في إطار مواجهة قوى التعصب المتسربة من ثنايا المؤسسات الديمقراطية"، مضيفًا أن "قرار الاندماج هو قطع مع تردد العائلة الاتحادية".