رام الله - امتياز المغربي
استنكر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" يوسف أبو مرزوق، التي طالب فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتسليم السلطة لـ"حماس"، ووصفها بأنها نوع من المهاترات الإعلامية، والمزايدة في المواقف السياسية. وقال أبو يوسف: "إن الرئيس محمود عباس لم يتحدث عن مسألة حل السلطة الفلسطينية، وهو رئيس الشعب الفلسطيني، كما أن "حماس" جزء من الشعب الفلسطيني". وأكد على أهمية الوحدة الوطنية، ودعا إلى وقف التصريحات والمزايدات السياسية، للحفاظ على أجواء المصالحة الفلسطينية. ومن ناحيته، عبر المتحدث باسم حركة "فتح" أحمد عساف عن استهجانه تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" بشأن استعداد حركته لتسلم السلطة في الضفة الغربية من عباس. وتساءل عساف عن ما إذا قبل أبو مرزوق أن يحكم هو و"حماس" الضفة الغربية في ظل استمرار الاستيطان الإسرائيلي، وفي ظل الأوضاع التي لن تقود الإ إلى دولة ذات حدود مؤقتة، وهي دولة الجدار والمعازل، ودولة من دون القدس، التي ستترك في مثل هذه الحالة لمصير أسود مع التهويد الإسرائيلي، ومن دون حدود وعودة للاجئين الفلسطينيين. وأشار إلى أن تصريحات عباس، التي عبر من خلالها عن رفضه أن تتحول السلطة إلى غطاء لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي، والتي جاءت في سياق توجيه الرئيس رسالة تحذير وتحدّ للاحتلال الاسرائيلي والعالم، ومفادها "إننا لن نسمح ببقاء الأوضاع الحالية على حالها". وتساءل عساف عما إذا كان أبو مرزوق و"حماس" سيكونان غطاءً للاحتلال والاستيطان والتهويد؟ أم إنه بهذا الموقف يريد أن يوصل رسالة لإسرائيل وحلفائها بأنه يقبل بما يرفضه الرئيس محمود عباس، وترفضه حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية، وبأنه جاهز لأن يكون البديل عن القيادة الشرعية التي تحاصر سياسيًا وماليًا بسبب مواقفها الوطنية، وبأنه في حال تنفيذ إسرائيل لتهديداتها بالتخلص من الرئيس محمود عباس، كما فعلت مع الشهيد ياسر عرفات، فإن البديل موجود. وأبدى عساف استغرابه من هذا التحول في مواقف "حماس" التي ادعت دائمًا أنها غير راغبة في السلطة والحكم، وفي المقابل فإن كل ممارساتهم تدلل على عشقهم للسلطة والحكم، وتمسكهم بها بأي ثمن، حتى ولو كان على حساب وحدة الشعب الفلسطيني وثوابته الوطنية. وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد هدد بحل السلطة، وإعادة تسليم ما وصفه بـ"مفاتيح الضفة الغربية" للاحتلال الإسرائيلي، في حال لم يحصل أي تقدّم على صعيد التسوية. ورد عليه أبو مرزوق بتساؤل في تصريح له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الاثنين: "لماذا يريد تسليم السلطة لنتنياهو؟ أليس الأقربون أولى بالسلطة" . وأكد أبو مرزوق على أنه الأفضل والأجدى التهديد بتسليمها لـ"حماس" ونجاح "حماس" في الصمود في وجه الحصار الذي فرض عليها، والانتصار في الحروب التي خاضتها، والبدء في تجاوز المناكفة الداخلية يؤهلها للنجاح في الضفة، وهذا يشكل أقرب الطرق للمصالحة. ومن جانبه، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جمال محيسن: "لا يوجد فرق بين ما تدعو إليه "حماس" وحديث إسرائيل، في ظل ما تجريه "حماس" من مفاوضات سرية لإنشاء إمارة في غزة ممتدة للعريش، في إحدى الدول العربية والإقليمية، مقابل كنتون في الضفة الغربية من دون القدس والأغوار ومناطق "c"". وأضاف محيسن: "هناك مفاوضات سرية تجري في إحدى الدول العربية برعاية أمريكية، في وجود خالد مشعل، ودول أخرى إقليمية غير عربية، في وجود محمد أبو نصر، أسامة حمدان، ومرشد الإخوان المسلمين في الأردن همام بن سعيد". وتابع:" إن حماس لن تجرؤ على القيام بهذه الخطوة، بسبب دور القيادة المصرية العسكرية في إلغاء المرسوم الذي صدر من الحكومة المصرية، والقاضي بتملك العرب والفلسطينيين في شرق سنياء". وأشار محيسن إلى أن توجه نتنياهو يقضي بوقف عمل الرئيس محمود عباس في السلطة، داعيًا إياه إلى أخذ مفاتيح السلطة، وتحمل إسرائيل المسؤوليات كافة كدولة تحتل دولة، وبالتالي تحمل جميع الأعباء المالية والأمنية. وكان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، قد أكد خلال استقباله، الإثنين، رؤساء الطوائف المسيحية، في مناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، على أن إسرائيل ستتحاور مع "حماس" إذا قبلت بشروط "الرباعية الدولية". وقال بيرس: "هم يسألون عن غزة؟ ولماذا لم نتحدث معها؟ ولا يوجد في هذا الأمر ما هو سيئ إذا تلقينا منهم إجابة واستجابة، ولكن قبل أن يصبح هذا ممكنًا يجب على "حماس" قبول شروط اللجنة الرباعية الدولية". وأوضح أن على "حماس" وقطاع غزة أن يقرروا ماذا يريدون الحرب أم السلام، وستكون إسرائيل مسرورة حين تراهم يحققون الإنجازات ويبنون، ونحن غير راضين عن مشاهدة سكان قطاع غزة يعانون، فإذا امتنعوا عن إطلاق النار فلن نطلق النار عليهم. واشار بيرس إلى أنهم مستعدون للحديث مع "حماس" لكنها هي غير مستعدة، فهم ملزمون بقبول شروط "الرباعية الدولية"، وهي ليست شروطنا بل شروط المجتمع الدولي، عليهم أن يقرروا ما إذا كانت وجهتهم السلام أم لا.