فيروس كورونا

نجحت جائحة "كورونا" في تغيير شكل العالم وأنماط الحكم، وهي حققت نصرا في الأيديولوجيا الحديثة حيث استطاعت تحقيق مقولة ماركس حول انقلاب القوانين العامة في الطبيعة والمجتمع والتفكير الإنساني، ولبنان بتاريخه الحديث، يقف عند مفترق مصيري عند مئويته الاولى كوطن نتج عن تقاسم تركة "الرجل العثماني المريض" وفق نمط استعماري لنظم سياسية وفكرية نتجت عن حروب مريرة أدت لإلى فناء ملايين البشر، فبرزت الهوية اللبنانية بعد استحالة فكرة الوطن العربي الواحد، ما أسفر عن نشوء نظام حكم هجين تحكمه وتتحكم فيه تناقضات الإقليم بشكل متواصل.

ثمة حتمية تاريخية عن تغيير جذري قادم على لبنان ومحيطه، مهما بلغت المكابرة او المبالغة عند بعض الأطراف الحاكمة، خصوصا أن الشرق الأوسط ليس بمنأى عن زلزال سيضرب منظومات دولية بأكملها فكيف الحال بالوطن الصغير؟

امام هذا المشهد يمكن القول بأن الأداء السياسي يتسم بشكل هزلي. ففي الوقت الذي تعصف بالعالم أزمة كونية قد تسبب بخسائر بشرية فادحة ينشغل أهل الحكم بصراعات عبثية لا هدف لها ولا وظيفة سوى الادعاء بوجود دولة تحكم بين اللبنانيين بينما الواقع يعتبر مأسوياً بإمتياز.

في هذا الصدد، ينقل زوار قطب رئاسي قوله بأن عمر الحكومة الحالية بات مرتبطاً إلى حد بعيد بكيفية تمرير أزمة الكورونا بأقل قدر من الخسائر، فيما مصيرها بعد ذلك الاستقالة أو السقوط الحتمي.

ويشير القطب المذكور إلى أن الأحداث المتسارعة إطاحات عمليا "بحسابات الحقل والبيدر اللبناني" دفعة واحدة، بل والطامة الكبرى ستواجه اللبنانيين بعد هدوء العاصفة وانقشاع الرؤية، مع ما يستلزم ذلك من توافر الحكمة والبصيرة، وهي صفات مفقودة عند الاغلبية الساحقة من الطبقة السياسية في لبنان.

قد يهمك ايضا:ترميم الحكومة اللبنانية من الداخل بدءًا بتعديل الخطة الإنقاذية 

 انتقاد الحكومة اللبنانية بسبب إجراءات مواجهة "كورونا"