كشف قادمون من الدوحة أن "عشرات اللبنانيين تبلّغوا من السلطات القطرية وجوب مغادرة البلاد خلال 48 ساعة، دون إعطاء أي تفسير لهذا الإجراء". وأكدوا لـ "المستقبل" أن "الدفعة الأولى من اللبنانيين وصلت، الثلاثاء، إلى بيروت، وأن قرابة 25 آخرين سيصلون الخميس والجمعة، بعد أن تأجلت رحلة الخميس المسائية". وأوضحوا أن "عددًا من هؤلاء المبعدين لا ينتمون إلى حزب "الله"، مضيفين أن "هؤلاء يعملون في إحدى شركات المقاولات التابعة لشركة خليجية، وأن السلطات المختصة في الدوحة هي التي أبلغتهم بهذا القرار وليس إدارة الشركة". وأكد سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري أن "قرار ترحيل لبنانيين يطال الداعمين لحزب "الله" الذي أخطأ بحق نفسه وبحق طائفته وبلده، وهذا القرار يستهدف من غُرّر بهم". وشدد في حديث إلى محطة "المستقبل" التي يديرها تيار المستقبل على أن "المملكة العربية السعودية حريصة كل الحرص على لبنان والتاريخ يشهد على وقوفها إلى جانبه"، مذكرًا بأن "المملكة لم تفرّق يومًا بين اللبنانيين الموجودين في المملكة". وتحدّث عسيري عن الإجراءات التي قد تتخذها المملكة بحق بعض اللبنانيين المقيمين هناك، قائلا: نحن في المملكة لسنا ممذهبين وبالتالي المملكة تتخذ قراراتها وفق مجلس التعاون الخليجي، التي لا تستهدف فقط الشيعي دون غيره، وبالتالي معيارنا هو أمن المملكة. وأضاف عسيري "من هو موجود في المملكة ويحترم قوانينها وأنظمتها سيُحترم ومن يخالف الأنظمة سيلقى العقوبة التي صدرت في مجلس التعاون الخليجي"، مشيرًا إلى أن "توجيهات المملكة للسعوديين بعدم المجيء إلى لبنان هي انطلاقًا من حرصها على سلامة السعودي وأمنه في ظل الأوضاع في لبنان". ومن جهته، تمنى المستشار العام لحزب "الانتماء اللبناني" أحمد الأسعد من دول مجلس التعاون "عدم ترحيل أي لبناني شيعي فقط لأنه متعاطف  مع حزب "الله"، دون أن يشكل خطرًا أمنيًا، لأن ذلك يقوي حجة حزب "الله". واعتبر في حوار مع قناة "المستقبل" أن "هناك نارًا تحت الرماد في الطائفة الشيعية، وهناك ممارسات قمعية بحق المواطن الشيعي المُعارض لحزب "الله" لم يمارسها الفاشيون". ورغم وصول دفعة من المبعدين إلى بيروت نفى وزير الخارجية والمغتربين في الحكومة المستقيلة عدنان منصور – بحسب ما أورده موقع " كتائب دوت أورغ" - الذي يدره حزب "الكتائب" اللبنانية عن "ترحيل 25 لبنانيًا من قطر إلى لبنان كانوا سيصلون مساء الأربعاء، إلى مطار رفيق الحريري الدولي، قبل أن تؤجل الرحلة إلى الخميس، لأسباب تقنية". وقال ردًا على سؤال: أجريت اتصالا بسفير لبنان في قطر، وأفدت أن لا صحة لهذه المعلومات على الإطلاق، وأن أحدًا من اللبنانيين الموجودين هناك لم يتصل بالسفارة اللبنانية للإبلاغ عن ترحيله، أو أن هناك أية لائحة تضم أسماء لبنانية. وفهمت من سفيرنا في قطر أن السلطات القطرية الشقيقة متفهمة للوضع في لبنان، وليس هناك أي إجراء من هذا القبيل حيال اللبنانيين الموجودين في قطر، وأعود وأكرر أنه ليس لدينا أية معلومات، وليس هناك اتصال أجري من لبنانيين في قطر عن الترحيل، ولم تبلّغ السفارة اللبنانية في قطر بهذا الشأن. وتجدر الإشارة إلى أن موقع "العرب اليوم" جهد طيلة ليل الأربعاء على الاتصال بالسفير اللبناني في الدوحة حسن نجم، لكنه لم يرد على أي من هواتف السفارة ولا الخلوي الخاص به، تزامنا مع إعلان وزير الخارجية نفيه لما يحصل، فيما الوقائع تشي بأن هذا النفي ليس في محله على الإطلاق، وأن عملية الترحيل بدأت وربما أن من بين المرحلين من ارتكبوا مخالفات وأخطاء. وعلم "العرب اليوم" أنه من بين المبعدين عائلة من آل السبع، من أبناء الضاحية الجنوبية من بيروت، والتي تسيطر عليها قيادة حزب "الله". وهي عائلة عرفت بأنها شيعية، ولا علاقة لمعظم أفرادها لا بل أكثريتهم ممن يناهضون سياسة وتوجهات حزب "الله"، وأن لها وزيرًا ونائبًا سابقًا هو باسم السبع، الذي انضوى وما زال في فريق المستشارين المحيطين بالرئيس سعد الحريري، بعد أن أمضى حياته السياسية والنيابية في كنف والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري.