الجزائر ـ حسين بوصالح
تتواصل الإثنين، أشغال المؤتمر الـ36 لقادة الشرطة والأمن العرب، والذي يحتضن فعالياته فندق الأوراسي بالجزائر العاصمة، في مناقشة لمحاور أهمها أساليب تطوير وتفعيل التعاون بين المجتمع المدني من جهة وكيفية إيجاد الآليات المثلى لتعزيز ونشر ثقافة حقوق الإنسان بين المنتسبين للأسلاك العاملة في المجال الأمني وإلزامية تعميم هذه الثقافة في البرامج التكوينية لمدارس وكليات الشرطة. وعرف موضوع التداعيات الأمنية التي شهدها العام 2011 وأثره في رسم الصورة المستقبلية للأمن العربي، أهم التدخلات خلال اليوم الأول، إضافة إلى تجارب الدول الأعضاء في مجال الشرطة المجتمعية، والتحديات الأمنية التي تواجه الجاليات العربية في المهجر. وأشارت رئيس هيئة الأنتربول ميراي باليسترازي، في مداخلتها أن الشرطة الدولية مطالبة بتوفير آلياتها لدعم ومساعدة الدول العربية حتى تتجاوز المرحلة الأمنية التي وصفتها بـ "الخطيرة"، بعد أحداث الربيع العربي، وكشفت ميراي باليسترازي أن هناك 15 ألف شخص يوجد محل بحث من قبل الأنتربول في منطقة الساحل، بتهمة الإرهاب والإجرام المنظم، علاوة على 18 ألف بحث في الموضوع. وتطرق الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد علي بن كومان، إلى الدور الكبير الذي لعبته المصالحة الوطنية في الحفاظ على أمن الوطن واستتاب السكينة، واصفا ما حدث بالوطن العربي بـ "التحولات"، وجاء في كلمته " نقف اليوم بعد التحولات التي تشهدها المنطقة العربية على أعتاب مرحلة جديدة في العمل الأمني العربي، عين على الماضي تنظر بكل فخر واعتزاز إلى الإنجازات، وعين على المستقبل تتلمس الدروب المستجدة، تطلب التكيف مع التغيرات". وأكد وزير الداخلية دحو ولد قابلية في كلمته الافتتاحية إلى أهمية الحرص على أمن الحدود، داعيا الدول العربية إلى ضرورة الاهتمام بتأمين الحدود ومراقبتها، بخلق إستراتيجية تعاون وتبادل المعلومات لغلق كلّ المنافذ ومنع تسلل شبكات الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب الأسلحة التي أصبحت منتشرة عبر مختلف دول شمال إفريقيا. من جهته، أبرز عبد الغني هامل المدير العام للأمن الجزائري، التحديات الأمنية الكبيرة التي يشهدها العالم العربي، معتبرا أن الإرهاب أصبح يشكل الانشغال الأكبر لدى الدول العربية وشعوبها، داعيا إلى دعم التنسيق وتطوير أساليب التعاون لمكافحتها عن طريق التركيز على العمل الوقائي والاستباقي، مضيفا أن الأحداث الدامية عبر العالم، ارتكبت معظمها باسم الدين الإسلامي، ما أثر على جاليات المهجر، الأمر الذي يتطلب جهودا من العلماء والمفكرين لتصحيح المفاهيم الخاطئة.