الدار البيضاء ـ سعيد بونوار
أثارت ظاهرة ارتداء شباب وشابات في المغرب لقمصان عليها صورة حمار، ومكتوب عليه بخط عريض "حمير وبخير"، للتعبير عن رفضهم لسياسات الحكومة، الكثير من الجدل في الشارع المغربي. ويتوحد آلاف الشباب في أرقى أحياء المغرب وأفقرها، مدعومين بمثقفين وإعلاميين ونخب، في ارتداء أقمصة عليها شعار "حميير وبخيير"، وهي ماركة مغربية مسجلة، تعبر عن رفض هؤلاء لطرق تعامل الحكومة والمجتمع والأسرة مع حداثتهم وتطلعاتهم وأحلامهم، فاختاروا الشعار ليكون ردًا مقتضبًا عن نظرة المجتمع إليهم، ونظرتهم إلى مجتمع بخسهم آمالهم. وجاءت الفكرة والماركة بتوقيع مهندس في تقليد لماركة عالمية مشابهة، وسرعان ما وجدت لها أنصارًا من مختلف الأعمار، ممن يعبرون عن تمردهم على الأعراف أو أنماط التربية أو كاحتجاج على أساليب تدبير الشأن المحلي، وكأن هؤلاء يقولون "تعاملونا كحمير، إذن سنكون كذلك، وسنكون بخير وعلى خير". وتحولت القمصان إلى تجارة مربحة لعدد من المؤسسات، وأضحت تضاهي في تعاملاتها بيع قمصان الفرق الشهيرة دوليًا، "إف سي برشلونة" و"ريال مدريد"، وبذلك عاد الحمار لتبوأ موقعه في عالم الموضة، بعد أن صار له مهرجانًا خاصًا في قرية مغربية تُسمى "بني عمار"، وبعد أن احتفت به كتب العلم والأدب والسخرية.