لقي أربعة أشخاص حتفهم عطشاً، السبت، بعدما تقطَّعت بهم السُّبل في الصحراء الليبية، ما بين مدينتي سبها الجنوبية وطرابلس، فيما أنقذت السلطات الأمنية رجل وامرأة آخرين في اللحظات الأخيرة. وكانت أسرة ليبية قادمة من مدينة سبها باتجاه مدينة طرابلس، تتكون من الزوج والزوجة وابنهما البالغ من العمر سنة ونصف، وابنتهما ذات الأربع سنوات، ومعهم شخصين من المهاجرين غير الشرعيين، قد تعطَّلت سيارتهم بعد أن ضلّوا الطريق في منطقة صحراوية تبعد عن مدينة الشويرف بمسافة 60 كيلومتراً ناحية الشمال، مما أدى إلى نفاذ كمية المياه التي كانت معهم، ووفاة الزوج وابنه وابنته، الذين وُجدت جثثهم بالقرب من السيارة، وكذلك أحد المهاجريْن غير الشرعيين الذي وجِدت جثته على بُعد 2 كيلومتر من السابقين، فيما نجت الزوجة والمهاجر الغير شرعي الآخر بعد العثور عليهما من قبل أفراد الأمن المحليين. وعادةً ما يسلك المهربون سواء للبضائع والسلع أو للمهاجرين غير الشرعيين طُرقاً غير رسمية للهروب من أعين سلطات الأمن، ما يجعلهم يواجهون خطر الضياع داخل الصحراء المترامية الأطراف. وتعتبر الصحراء الليبية من أكثر المناطق خطراً في العالم خاصة للذين يدخلونها دون مرشدين محليين يعرفون طرقها ومساربها جيداً، حيث أن كثبان الرمال فيها تتحول طيلة اليوم فلا يمكن أن تكون من العلامات الدالة. وتكثر حوادث الموت نتيجة الضياع وبسبب العطش داخل الصحراء الليبية الممتدة من غرب البلاد إلى شرقها وكذلك الجنوب، إلا أن طبيعة هذه الصحراء تستهوي الكثير من المغامرين والمكتشفين، لسبر أغوارها ومعرفة أسرارها.