ولد الشيخ يعرب عن تفاؤله حول الاوضاع في اليمن

فيما أعلن عن مقتل العشرات في المواجهات الدائرة في اليمن ظهر المبعوث الدولي متفائلا بإمكانية تحقيق السلام قبل نهاية العام الجاري.

وعند مغادرته العاصمة العمانية مسقط وصف اسماعيل ولد الشيخ أحمد الزيارة بالإيجابية جدا وذكر انها دفعته إلى كثير من التفاؤل اذ تطرق في ثلاث جلسات متتالية هناك إلى الكثير من القضايا التي تتعلق بخريطة الطريق وخاصة ما يتعلق بالترتيبات الأمنية ووقف إطلاق النار تماما من جميع الأطراف المتحاربة قائلا إن وقف اطلاق النار لمدة 48 ساعة لا يكفي على الإطلاق.

وكشف ولد الشيخ احمد عن اتفاق لتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق لتتحرك مباشرة إلى منطقة ظهران الجنوب في السعودية من أجل دعم عملية وقف اطلاق النار بصورة فعلية وفي الوقت ذاته تم تحديد متطلبات وترتيبات الناحية الأمنية مشيرا الى انه لمس من أنصار الله الكثير من الجدية في التعاطي مع ( الخريطة ) التي طرحت من قبله والمدعومة من وزير الخارجية الأمريكي والوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان.

وبشأن وجود معارضة للخطة المقترحة للسلام أشار المبعوث الدولي الى أن مثل هذه القضايا تحتاج إلى وقت مهما كانت الجهود التي تبذل بشأنها لافتا الى تحدثه مع وزير الخارجية الأمريكي مؤكدا عزم الأخير على دعم هذه الخطة بقوة وهو يرى "أن لدينا فرصة تاريخية قد لا تكرر" خاصة مع تغيير الإدارة الأمريكية ، لان الإدارة الحالية داعمة تماما لحل القضية اليمنية في أسرع وقت ممكن.

ورغم الجهود التي يبذلها وزيرا الخارجية الأمريكي ونظيره العماني أقر المبعوث الدولي انهم لم يحصلوا على وقف دائم لإطلاق النار، والوقت الذي حصلوا عليه انتهك من الطرفين، وكرر المطالبة بتهدئة كاملة ومستمرة، وكشف ولد الشيخ احمد عن تواصله مع أمين عام حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده الرئيس السابق علي عبد الله صالح وأكد له استعدادهم التحرك وممثلوهم مع لجنة التهدئة والتنسيق .كما تعهدوا كذلك كتابيا، واعتبر ذلك الخطوة الأولى أما الخطوة الثانية بعد تفعيل اللجان هي البدء بالتحضير لجولة جديدة من المفاوضات.

وذكر ولد الشيخ احمد انه سيزور العاصمة السعودية الرياض ومن ثم سيتوجه إلى الكويت في إطار مساعي جولة مفاوضات جديدة، مبديا استعداده لزيارة عدن للقاء بالرئيس عبد ربه منصور هادي إذا تطلب الأمر ذلك.

وحول عودة الرئيس هادي إلى مدينة عدن وما تمثل من مؤشرات أوضح مبعوث الأمم المتحدة إنه لم يتحدث مع هادي هذه الأيام لكنه تحدث مع وزير الخارجية عبد الملك المخلافي، وما يتوفر لديه من معلومات هو أن الحكومة جهزت إجابة حول الورقة وتعاملت معها بحيث تكون ورقة عمل، ورأى ان ذلك في حد ذاته إيجابي لكنه لا يعرف ما هو الرد الذي سيحصل عليه من قبل الحكومة.

المبعوث الدولي جدد الدعوة للحكومة وكل الأطراف للحوار والاتفاق مشددا على ان أمامهم فرصة قد لا تتكرر في طريق حل الأزمة، مؤكدا أن الأزمة الإنسانية في اليمن تفاقمت والوضع الإنساني متدهور ولا يتحمل المزيد، واضاف ان لديه اليوم دعما دوليا لا مثيل له وإدارة أمريكية في أسابيعها الأخيرة وعلى الجميع أن ينتهز هذه الفرصة لخطوات إيجابية في طريق الحل الشامل.

وعن إمكانية بدء جولة المفاوضات في الكويت قبل نهاية الشهر الجاري أشار المبعوث الدولي الى انه يدفع إلى أن تكون الجولة التالية قصيرة، لانه لا يريد الدخول في جولة طويلة كما حدث سابقا، فقد أصبحت كل الأمور واضحه في ورقة مسقط وفي خطة السلام الأممية، ولهذا يجري التحضير لها وسيتم التأكد من ذلك، وسيعرض الأمر على المسؤولين بالكويت وبحيث تكون هناك جولة مفاوضات لا تتعدى أسبوعا إلى عشرة أيام، وبهدف توقيع الاتفاق. وأقر بصعوبة أن تبدأ الجولة قبل نهاية الشهر الجاري ،.

هذه التصريحات المتفائلة قابلها تشدد من قبل الرئاسة اليمنية التي نقلت عنها وسائل إعلام سعودية التأكيد على "أن الملاحظات التي ستقدمها للمبعوث الدولي تنص على أنه لا حوار قبل إجراء تعديل جذري على خطة السلام الحالية.

وتحدث مصَدِّر رئاسي عن أبرز ملاحظات الرئاسة على خطة ولد الشيخ احمد في أنها تلغي تماماً المبادرة الخليجية التي تحدد صلاحيات وفترة الرئيس الانتقالي، وتتعارض مع قرارات مجلس الأمن التي تؤكد على انسحاب المسلحين الحوثيين من جميع المدن وتسليم السلاح، لكن ما طرحه المبعوث الدولي يتحدث عن تسليم السلاح إلى طرف ثالث مبهم، ولا تحدد نوع السلاح وكميته.

ميدانيا أفاد المركز الإعلامي التابع للحكومة بأن 50 من المسلحين الحوثين وحلفائهم لقوا مصرعهم وأصيب العشرات خلال الأربع والعشرين الساعة الماضية، في غارات للتحالف ومواجهات في مديريتي حرض وميدي بمحافظة حجة.

ووفق بلاغ عسكري للمنطقة الخامسة فان 22 مسلحا قتلوا وجرح 17 اخرون في قصف لمدفعية التحالف والجيش الحكومي وفِي مواجهات شهدتها منطقة شمال شرق مدينة ميدي. كما قتل 12 من مسلحي جماعة انصار الله الحوثية بينهم مشرفان اثنان وجرح 14 إصابة أربعة منهم خطيرة.

ومع استمرار القتال العنيف في مدينة تعز وغرب محافظة مارب وشرق صنعاء قتل 16 من المسلحين الحوثيين في غارة للتحالف استهدفت مزارع تستخدم كمركز لتدريب المقاتلين الحوثيين في منطقة الجر التابعة لمحافظة حجة على ساحل البحر الاحمر غرب البلاد وفق ما ذكره البلاغ العسكري.

وكانت مصادر طبية وسكّان ذكروا ان 12 مدنيا على الأقل قتلوا في غارات خاطئة للتحالف استهدفت منزلين في منطقة القطيع شرق مدينة الحديدة حيث كانت طائرات التحالف تقصف مواقع ابراج الاتصالات حين سقط صاروخان على المنزلين فقتل تسعة اشخاص من عائلة واحدة وثلاثة اخرون.