بيروت ـ جورج شاهين
أغلق، صباح السبت، عشرات من أهالي اللبنانيين الذين قتلوا في "عبارة إندونيسيا" وهم في الطريق مهاجرين غير شرعيين إلى أستراليا، بعدما قصدوا إندونيسيا من لبنان في ظروف غامضة لم تزل قيد التحقيق لمعرفة الشبكة التي غررت بهم وأدت إلى مقتل 27 لبنانيًا من بلدة قبعيت العكارية في عكار (شمال لبنان). وتحدثت مصادر دبلوماسية لبنانية عن "اجتماع في وزارة الخارجية، في الساعة الواحدة بعد الظهر، برئاسة الأمين العام للوزارة، لبحث إعادة الناجين وجثامين ضحايا العبارة الإندونيسية، في ظل الجهود التي بذلتها السفارة اللبنانية في إندونيسيا وبعثتي أستراليا وماليزيا، التي انتقل سفير لبنان منها للمساهمة في عملية الإجلاء". وأفادت المصادر بـ "إغلاق العديد من الطرقات الرئيسية في عكار، خصوصًا عند مغرق برقايل ومجدلا ومفرق حمص على الطريق الدولية الساحلية، وذلك احتجاجًا على تقصير المسؤولين تجاه كارثة ركاب عبارة الموت في إندونيسيا وإهمالها". وطالبوا المرجعيات كافة بـ "العمل على معرفة مصير ركاب عبارة الموت واستعادة الناجين، الذين قيل أنهم موقوفون لدى الشرطة الإندونيسية بعد حديث متنام عن تواطؤ بين الشرطة ومنظمي عمليات الترحيل من إندونيسيا إلى أستراليا". وفي المعالجات، علم الثلاثاء، أن رئيس بلدة قبعيت الدكتور حمزة عبود وشخص آخر سيرافقه يدعى محمد عبد الحميد، سيتوجهان الثلاثاء إلى جاكرتا ومعهما عيّنات من الحمض النووي من أهالي الضحايا، لمقارنتها مع الجثث الموجودة في إندونيسيا، من أجل التعرف عليها، علمًا بأن هناك 18 جثة من قبعيت من أصل 22 غرقوا في "عبّارة الموت"، ويتوزع الباقون على التبانة في طرابلس والخريبة والشيخ زناد ومجدلا ومشمش. وسينضم الوفد الجديد في إندونيسيا إلى 3 أشخاص من قبعيت، توجهوا إليها، السبت، بمبادرة من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، هم: عضو المجلس البلدي عوض سعد ديب، وتوفيق أحمد توفيق حمزة وأحمد حمزة. وتواصل هؤلاء مع أهاليهم لوضعهم في صورة ما يجري حاليًا في هذا البلد. ومن ناحية أخرى، أكدت القائمة بأعمال السفارة اللبنانية في إندونيسيا بالوكالة جوانا قزي أنه "من الصعب التعرف على جثث اللبنانيين الذين قتلوا في حادث العبّارة لأنها متحلّلة، والحل الوحيد بإجراء فحوصات الحمض النووي". وأشارت إلى أنها "التقت مدير عام دائرة الهجرة وأودعته مذكرة رسمية وطلبت منه تسريع الإجراءات لإعادة الناجين إلى لبنان". ونسبت مصادر الأهالي إلى مسؤول في السفارة اللبنانية أن "السلطات الإندونيسية لم تسمح للبنانيين بالوصول إلى المستشفيات للتعرف على الجثث المنتشلة"، فيما أعرب إمام مسجد قبعيت الشيخ علي خضر عن خشيته من أن "يكون هؤلاء الناجين ضحية تعرضهم لمضايقات من مافيا الهجرة غير الشرعية، التي تعمل بشكل فعّال في أندونيسيا، أو ملاحقتهم من قبل السلطات الأندونيسية، نتيجة فقدان الأوراق الثبوتية أثناء غرقهم في البحر". وطلب خضر من الرئيس ميقاتي "الانتقال شخصيًا إلى إندونيسيا، للاهتمام بهذا الأمر المعقد والدقيق". ويشار إلى أن "سفير لبنان في ماليزيا علي ضاهر انضم إلى قزي في جاكرتا، لمعاونتها على إنهاء أزمة العبّارة وتأمين إعادة الضحايا إلى لبنان وإطلاق سراح المحتجزين"، وأكد أنه حصل على موافقة السلطات الإندونيسة للقاء هؤلاء المسجونين وعددهم 17 شخصًا، وهم: حسين أحمد خضر، أسعد علي أسعد، إبراهيم عمر، خالد حسين، عمر محمد سويد، أحمد عبدو، لؤي البغدادي، مصطفى بو مرعي، محمود البحري، وسام حسن، أحمد خوجا، أحمد الحداد، أفراح الحسن، محمد أحمد، أحمد توفيق، خليل الراعي، ونديمة بكور.