المنامة ـ بنا
انطلق اليوم الأربعاء الثاني من الملتقى الخليجي الثامن لممارسي العلاقات العامة "حوكمة الإعلام" والذي يعقد تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك رئيس المجلس الأعلى للبيئة رئيس الهيئة العليا للإعلام والاتصال، بأولى جلساته والمعنية بـ(حوكمة الإعلام) حيث تحدث فيها د. جهان الفاضل عضو مجلس الشورى وعضو الهيئة العليا للإعلام ، د.همّت السقا، أستاذة العلاقات العامة ورئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة بالجامعة الأهلية، وأدار الجلسة الأستاذ عبدالمنعم العيد المستشار الإداري. وبينت د. جهان الفاضل أن الحكومة جزء من مبادئ الجودة والتميز، خصوصاً أن العديد من المؤسسات والأنظمة تبحث عن الجودة والتميز في عملها، ويأتي ذلك عبر المسؤولية والمساءلة أي ضرورة وجود مبدأ تحمل المسؤولية في نقل الحقائق والمعلومات والأخبار، وكذلك يجب أن يكون هناك منطلق للحفاظ على المؤسسات الإعلامية وتطويرها بشكل مستمر. وأكدت على أهمية الحيادية والموضوعية التي تقتضي ضرورة الإلتزام بالنقل الواعي والمحايد للخبر والمعلومة، وكذلك الشفافية التي ينظر لها الكثير من الناس كتهديد محتمل للخصوصية. وحول دور مجلس الشورى في تفعيل الحوكمة في الاعلام أوضحت أن دور مجلس الشورى إصدار التشريعات والقوانين التي تضمن تحقيق مبادئ العدالة وترسيخ حقوق الملكية الفكرية، ومدونة أخلاقية وسلوكية يتفق عليها المنخرطون في العملية التنموية التطويرية. وأكدت د.همّت السقّا أنه من أبرز ملامح حوكمة الإعلام تحقيق الشفافية والعدالة في الوقت والمعلومة، وحماية حقوق الجمهور من خلال ضمان ممارسة مهنية صحيحة، بالإضافة إلى منع استغلال المصالح عبر وسائل الإعلام، خصوصاً وسائل الاعلام التي لديها أجنده معينة ممكن أن تخلق مشاكل أو فوضى، وأضافت "لذا أؤكد على أهمية الرقابة عبر محاسبة الإعلاميين، بحيث تكون هنالك رقابة لأداء المؤسسة والإعلامي خارج إطار المؤسسة تضمن عدم وجود مصالح متبادلة لضمان أداء محايد للمؤسسة والإعلامي". وأفادت بأن حوكمة الإعلام تضمن وجود تنافس شريف بين مؤسسات الإعلامية في المملكة، وتحقق الدقة والتوازن في المعلومات والرقابة الذاتية جزء من الوسائل، وتساهم في احترام الأقليات، وبينت أنه مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أصبح الجميع مراسلا، كونه يلتقط الصور ويكتب المعلومات وينشرها، لذا لابد من تحقيق الرقابة الذاتية. ودعت إلى حماية الإعلاميين الذين يساهمون في ضبط وحوكمة المهنة بالممارسة والأخلاق، مشيرة إلى أهمية ابتعاثهم لدورات متخصصة، وأكدت أن الممارسة السليمة للحوكمة يدعم المؤسسة الإعلامية على الصعيد الإداري والاجتماعي وترتقي بالمجتمعات. وأكدت خلال النقاشات أن الإعلام والعلاقات العامة مكملين لبعضهم. أما الجلسة الثانية هي (تحديات الإعلام في المنطقة) تحدث فيها د.مي العتيبي خبيرة استراتيجيات إعلامية بمنظمة المرأة العربية، ود.خلدية آل خليفة أستاذ الإعلام بجامعة البحرين ورئيسة شبكة دار الأدباء الثقافية، ود.عدنان بومطيع أكاديمي وكاتب صحفي، والأستاذ سلطان البازعي رئيس الجمعية السعودية الرئيس التنفيذي للطارق للإعلام، وأدار الجلسة الإعلامي محمد العرب. وأكدت د.مي العتيبي أن الإعلام أصبح اليوم ملك الجميع، فباتت التكنولوجيا الإعلامية تشكل دوراً كبيراً ومؤثراً في العـملية الاعلامية في العصر الحديث، من دون التكنولوجيا المستخدمة في وسائل الاعلام لا يمكن لأية مؤسسة اعلامية النجاح والوصول الى الجمهور المراد الوصول اليه ومن ثم التأثير فيه عن طريق الرسالة الاعلامية المنوي بثها الى هذا الجمهور. وقالت ان التكنولوجيا اصبحت توأم الإعلام الناجح والمسيطر في الوقت الراهن، ذلك أن من يملك مقومات الإعلام الناجح والمؤثر يمتلك الهيمنة الأعلامية، فأصبح الإعلام لا تقوم له قائمة من دون التكنولوجيا الحديثة، فباتت تظهر بين الحين والآخر منتجات تقنية جديدة وصناعات حديثة ومتطورة تزيد من قوة من يمتلكها وتجعله في طليعة المسيطرين على حركة الأعلام الدولي ومد نفوذه على الجمهور العالمي بكل قوة، فأصبح الوصول الى الحلقات المتقدمة في التكنولوجيا تعني الوصول الى المراحل المتقدمة في السيطرة على حركة الأعلام العالمي ، ومن ثم السيطرة على توجهات الجمهور وتوجيهه بالشكل الدي تريد، ودعت إلى تطوير الإعلام العربي ونزع الحواجز الفكرية بين الحكومات والمواطنين لتطوير هذا الاعلام. وأكد د.عدنان بومطيع أن المواطن اليوم لم يعد المتلقي السابق الذي ينظر إلى نشرة الاخبار أو متابعة الصحف، بل صار الإعلام هو الذي يتحكم في المعلومة من خلال التطور الضخم في العصر الحالي في وسائل التواصل الاجتماعي، وبين أن الاعلام يتطور بصورة كبيرة وفي كل عام يشهد هذا القطاع ظهور وسيلة إعلامية حديثة، لذا لابد من تطوير أجهزتنا الإعلامية لمواكبة هذا التطور. وقال د.خلدية آل خليفة: "لابد أن يكون الفرد مسؤولا من المعلومة التي يرسلها وألا يستخف بها على جميع الأصعدة"، وأكدت على أهمية ضبط الرسالة الإعلامية من الجانب الحكومي والمواطنين من خلال الانفتاح على بعضهم لتصحيح ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأكد سلطان البازعي أن الجميع أصبح مراسلا وجميعهم أيضاً مستقبلاً مع هذا التطور الضخم في وسائل التواصل الاجتماعي، لذا لابد من التركيز على نوعية المعلومات المتبادلة، كما يجب معرفة من الذي يصنع الرأي العام في خضم الثورة التكنولوجية الكبيرة، ودعا إلى التهيؤ لاستقبال وسائل إعلامية جديدة مطلع العام. وبين أن اليوم جميع القنوات لا تغني المواطن من وجود هاتفه النقال لكي يستقبل ويرسل المعلومة والحدث، وهذا ما يتطلبه العصر، ولكن هنالك جهات يجب الحذر منها تستغل هذا الوضع لتدس أخبارا مغلوطة. وأضاف: "اليوم مع هذا الكم الهائل من وسائل الاعلام لابد من المثابرة لتشكيل الرأي العام ولا نكون منجرفين مع التيار ولكي نقف من هم وراء الكواليس يحركون الرأي العام بصورة غير حضارية". وكان محور الجلسة الثالثة (الحريات الإعلامية) شارك فيها الأستاذ مؤنس المردي رئيس جمعية الصحفيين البحرينية، الأستاذ ماضي الخميس الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي مؤسس الجمعية الكويتية للإعلام والاتصال، د.زكريا الخنجي مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام البيئي بالهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئية والحياة الفطرية ود.لولوة بودلامة أكاديمية وإعلامية. وقال مؤنس المردي، ليس هنالك حرية كاملة في الإعلام، لكون هنالك رؤوس أموال تتحكم في هذه الوسائل الإعلامية، سواء لأغراض سياسية أو اجتماعية أو تجارية، كما إن الحرية الإعلامية تنتهي عندما نتعدى على حقوق الآخرين، ولفت إلى أن سقف الحريات في وسائل الإعلام تتحدد وتتشكل حسب ما يرتأيه رأس المال. ودعا الإعلاميين إلى التخلص من العقائد والايدلوجية في حال نقل المعلومات لضمان وسولها للمستهدفين دون تحريف. وأكد د.زكريا الخنجي على أهمية الإعلام البيئي الذي يشكل أهمية كبيرة لذى المواطنين، خصوصاً ما يتعلق بانتشار الأوبئة وتفاصيلها والمعلومة الحقيقة المتعلقة بها، ودعا إلى تشكيل اعلام بيئي متخصص عبر الخبراء البيئيين المنطوين على أنفسهم، وذلك لنشر الثقافة البيئية ونقل المعلومة الدقيقة في هذا الجانب. وأكدت د.لولوة بودلامة على أهمية الشفافية في الاعلام، خصوصاً بالنسبة للدول التي قامت بحجب وسائل التواصل الاجتماعي، على اعتبار أن هذا المنع لم يتمكن من الوقوف حاجزاً لوصول المواطنين للوسيلة. ودعت إلى التخفيف من حدت الأطر القانونية خصوصاً في العالم العربي على مواقع التواصل الاجتماعي للتخفيف من الأفعال المعاكسة. من جانبه قال ماضي الخميس، "أصبح جميع المواطنين إعلاميين، فالتطور في وسائل التواصل الاجتماعية جعلت الجميع مراسلا ومستقبلا، خصوصاً مع تخطى الإعلام اليوم عقبات كبيرة وانطلق في الألفية الجديدة بصورة كبيرة بوسائل التكنولوجيا الحديثة". وتطرق في حديثة إلى تنامي المستخدمين لبرامج التواصل الاجتماعي كتويتر وفيس بوك وانستغرام وغيرها، داعياً إلى عد منع الحريات، بل وضع أطر عامة، لأن المنع لن يقف أمام أية وسيلة. وأكد أن الإعلام اليوم يساهم في التنمية البشرية وتوطيد العلاقات الاجتماعية، كما إنه عبر الإعلام يمكن إيصال المفاهيم للشعوب، لافتاً إلى أننا اليوم نحتاج إلى وسائل إعلام عربية تساهم في تحقيق ما نصبو إليه ويبني جسور التعاون العربي ويقدم صورة وإيجابية عن ربيعنا العربي.