الجزائر ـ وكالات
نتقد جلول حجيمي، أمين عام أول نقابة للأئمة في الجزائر، موجة الثورات الأخيرة بعدة دول عربية (منذ بداية 2011)، والتي عرفت إعلاميًّا باسم "الربيع العربي". وقال، لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، إن "الجزائر عرفت ثورتها منذ حوالي 25 سنة، في مظاهرات 8 أكتوبر/تشرين الأول 1988 التي أنهت الحكم الأحادي". وبعد موجة تظاهرات واسعة في أكتوبر/تشرين الأول 1988، بدأت احتجاجًا على تردي الوضع الاقتصادي، أقرّت الجزائر دستورًا جديدًا سمح بالتعددية السياسية والإعلامية في البلاد، وأقرّ حرية التعبير، وفتح المجال الاقتصادي للقطاع الخاص. واعتبر حجيمي أن "ما يحدث في عدة دول عربية (يقصد الثورات) مجرد مسرحية لن تخدم الشعوب"، على حد قوله. وفي سياق آخر، قال أمين عام أول نقابة للأئمة في الجزائر إن أهداف التنظيم الجديد هي "الدفاع عن موظفي القطاع، والحفاظ على المرجعية الفقهية للإسلام في البلاد وهي المذهب المالكي". وتم، أمس الأحد، رسميًّا، تأسيس أول نقابة للأئمة في تاريخ الجزائر انضمت لمكونات الاتحاد العام للعمال الجزائريين - أقدم تجمع عمالي بالبلاد (معروف بقربه من النظام الحاكم) - وتضم ممثلين عن الأئمة وموظفي القطاع إلى جانب شيوخ الزوايا من معظم محافظات الجزائر، وذلك تحت تسمية "التنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية". وقال حجيمي، الذي انتخب أمينًا عامًا للنقابة، اليوم الإثنين، لمراسل الأناضول، إن "أهداف التنظيم هي الدفاع عن مطالب موظفي قطاع الشؤون الدينية، واتخاد الوسطية والاعتدال كأسلوب تعامل، فضلاً عن المحافظة على المرجعية الوطنية الفقهية للجزائر والتمكين لها". وتعتمد الجزائر، منذ استقلالها عام 1962 عن استعمار فرنسي دام ثلاثة عشر عقدًا، المذهب المالكي كمرجعية في الإفتاء والمعاملات الدينية. وأوضح المتحدث أن التنظيم الجديد "سيعمل على التصدي للتيارات الفقهية الخارجة عن تقاليد المجتمع الجزائري ومرجعياته وخاصة ثقافة تكفير الناس". وكان أئمة وموظفون في قطاع الشؤون الدينية بالجزائر قد أعلنوا منتصف سبتمبر/أيلول الماضي تأسيس نقابة أطلقوا عليها تسمية "المجلس الوطني المستقل للأئمة وموظفي الشؤون الدينية" غير أنها لم تحصل حتى الآن على الترخيص لنشاطها من وزارة العمل. وأعلن المجلس الوطني المستقل أنه "هيئة نقابية مستقلة عن جميع الأحزاب والجمعيات والنقابات الموجودة في الساحة الوطنية". وبشأن تنازع تمثيل موظفي القطاع بين النقابتين، قال حجيمي إن "الساحة تسع الجميع ولا يقلقنا وجود تنظيم آخر يمثل عمال القطاع رغم أنه لم يرخص له بعد بالنشاط".