بيروت – جورج شاهين
قال رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إن الحكمة والواقعية السياسية تقتضي المضي قدما في تطبيق كامل بنود اتفاق الطائف، معتبرا أن الظرف الراهن ليس ظرف تعديلات ميثاقية أو إعادة تأسيس وتكوين بل مرحلة تحسين شروط الإدارة السليمة والممارسة السياسية والحكم الرشيد بشكل يسمح للدولة بالاضطلاع بكامل مسؤولياتها والوصول بالبلاد إلى شاطئ الأمان، ملاحظا إمكانية المباشرة بإجراء حوار معمق لتوحيد خيارات اللبنانيين بشأن القضايا الوطنية الأساسية، ومنوها بأن إعلان بعبدا أكد ضرورة التمسك بالمبادئ الواردة في مقدمة الدستور بصفتها مبادئ تأسيسية ثابتة. وإذ عدد الخطوات الواجب الإقدام عليها، التي تفترضها مرحلة التمكين هذه في ضوء ما أظهرته تجربة الأعوام المنصرمة من نواقص وشوائب ومعوقات في آلية الحكم، فإنه أكد تكريس الجهد على الصعيد الآني من اجل تحقيق مجموعة أهداف وطنية ملحة متمثلة بإقناع مختلف الأطراف بضرورة الالتزام قولا وفعلا بإعلان بعبدا، وتكثيف عملية التشاور لتشكيل حكومة جديدة التي اعتبر أنه "لا يحق لأي منا تعطيل هذا الاستحقاق تحت وطأة رفع سقوف المطالب"، وإعادة جميع أطراف هيئة الحوار الوطني، منوها بأنه تقدم العام الفائت بتصور أولي لاستراتيجية دفاعية وطنية عمادها الجيش يعالج من ضمنها موضوع السلاح و"في هذا مصلحة أساسية للوطن تجمع القدرات وتحد من الفوضى والخلافات والتجاذبات وتعزز موقع ردود الدولة فتتصرف هي وحدها بهذه القدرات". وشدد رئيس الجمهورية على استمراره بحكم المسؤولية الدستورية الملقاة على عاتقه، فدعا الخريجين بدورهم كي لا يسمحوا للقوى المتشددة أو المتهورة أو المرتهنة من أن تجرهم إلى أتون العنف من جديد والحروب في داخل البلاد أو خارجها ودروب الهجرة والخنوع، مناشدا إياهم بألا يقعوا في دائرة خطري التطرف، أو الإحباط والخوف والمقاطعة والانكفاء. وحضهم على تحسين فرص وشروط التقدم والإصلاح من خلال الانخراط في هيئات المجتمع المدني وفي أي حراك سلمي ضاغط يكفله القانون للتأثير على مواقف أهل السياسة والقرار بانتظار المساهمة المباشرة في عملية المساءلة والمحاسبة وإعادة إنتاج السلطة من خلال الانتخابات التي شدد على وجوب التحضير لها وإجرائها في أقرب الآجال. كلام الرئيس سليمان جاء في خلال رعايته حفل تسليم الشهادات المئويات الثلات لكليات الطب، الحقوق والعلوم السياسية، والهندسة في جامعة القديس يوسف في حضور رئيس الجامعة البروفسور الاب سليم دكاش ونوابه واعضاء مجالس الكليات والخريجين. وكان الرئيس سليمان وصل إلى مقر الحفل في حرم العلوم الطبية لجامعة القديس يوسف قرابة السابعة مساء السبت، حيث كان في استقباله البروفسور دكاش ونوابه وأعضاء مجالس الكليات، وبعد دخول الخريجين وعزف النشيد الوطني، ألقيت كلمات لخريجي كليات الطب، والحقوق والعلوم السياسية، والهندسة. ثم ألقى رئيس الجامعة كلمة رحب فيها بسليمان "رجل الدولة الذي يعرف دور المؤسسات الثقافية والأكاديمية في بناء الوطن، وبناء شخصية الفرد والمواطن التي جعل منها لبنان ميزة من ميزات وجوده وهويته منذ الجزء الأخير من القرن التاسع عشر وحتى اليوم".