بيروت ـ جورج شاهين
وصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى مطار بيروت الدولي ظهر الجمعة 24 أيار/مايو بعد قيامه بزيارة رسمية إلى فرنسا وعدد من دول أميركا اللاتينية وروما استمرت نحو الشهر ونصف . التقى خلالها قداسة البابا فرنسيس ورؤساء هذه الدول والجالية اللبنانية والعربية هناك . وكان في استقباله وزير البيئة ناظم الخوري ممثلا رئيس الجمهورية، وعدد من الشخصيات الرسمية والسياسية ولفيف من الأساقفة والكهنة. وتلقى الراعي فور وصوله إلى بيروت اتصالا هاتفيا من رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال سليمان لتهنئته بسلامة العودة من زيارته. وقال البطريرك في تصريح صحافي :"إننا أسفنا ككل اللبنانيين في الانتشار لعدم توصل المعنيين في لبنان إلى قانون انتخابي جديد وربما هذا مدعاة لخيبة أمل كبيرة وربما لانعدام الثقة"، مؤكدا "أننا نتطلع بشكل إيجابي ودون أي تقليل من الثقة باللبنانيين وبإرادتهم الطيبة ونطالب مهما كلف الأمر بأن تحصل الانتخابات في المواعيد الدستورية اللازمة وان تبقى في لبنان ميزته وهي تداول السلطة وممارسة الديمقراطية لأننا إذا فقدنا هذا نفقد كل شيء". وأضاف " لقد كنا على اتصال دائم مع المطارنة والمسئولين ولا يمكن أن ندعي أن الحالة ساءت بسبب غياب البطريرك عن لبنان"، لافتا إلى أن "المسيحيين موحدون وإذا اختلفوا في الرأي فهذا لا يعني أنهم على خلاف، والقضية ليست عندهم. وأن تتعطل المسيرة نحو إيجاد قانون عادل لا يعود إلى المسيحيين، ونحن عملنا كل ما يجب فعله ولا أرضى القول إن القضية عند المسيحيين، فلو كان الأمر عندهم لكنا انتهينا منذ زمن بعيد". وشدد على أن "الوحدة قائمة والخلافات ليست عندنا بل عند الآخرين، وينبغي لنا أن نعيد وحدتنا جميعا، وهذا ما نعمل عليه لأن لبنان يجب أن يبقى بعيدا عن الريح وان لا يدخل في المحاور"، لافتا إلى أن "لبنان بلد حيادي لا يجوز لأحد أن يورطه في محاور إقليمية ودولية ، ويؤسفنا أنه يُقحم رغما عنه وعن إرادة اللبنانيين." واعتبر البطريرك الراعي أنه "يجب أن يستعيد لبنان دوره، وينتظر منه دور كبير، وما سمعناه عنه في الخارج يشرفنا"، مشيرا إلى أن "الأقباط المسيحيين ليسوا على خلاف"، ورافضا أن "يكون النزاع متوقفا عند المسيحيين، وقيمة المسيحيين أن لهم رأيا حرا في كل الشؤون العامة، ونحن كمسيحيين متفقين تماما، ومن الطبيعي أن يكون هناك رؤى مختلفة بشأن قانون الانتخاب". وأكد "أننا نحن مع أي قانون تقره الدولة اللبنانية" رافضا "التمديد للمجلس النيابي حفاظا على الديموقراطية وتداول السلطة"..مشددا على أن "أي قانون قائم أو يقر يجب أن تتم الانتخابات على أساسه، والمهم وجود قانون دستوري قائم لإجراء الانتخابات، ولا يجوز للنواب أن يتذرعوا بقضية القوانين لعدم إجراء الانتخابات، فهذا أمر إرغامي وضروري". وعن إمكانية تنظيم لقاء في بكركي، أجاب البطريرك: "نحن في اجتماعات دائمة، وموضوع الانتخابات ليس عند المسيحيين، ونحن نجتمع دائما وسنجتمع، ولكن أزمة قانون الانتخابات ليست عند المسيحيين، فالمسيحيون حزموا أمرهم واقروا قانونهم لكنه رفض"، مذكرا بأن "موقفنا دائما كان أن يتوافق اللبنانيون على قانون انتخاب". و توجه عقب ذلك إلى الصرح البطريركي في بكركي يرافقه ممثل فخامة رئيس الجمهورية وزير البيئة ناظم الخوري، وكان في استقباله الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ولفيف من الأساقفة والكهنة والراهبات وحشد من المؤمنين.