بيروت ـ وكالات
ظاهرة الوشم في لبنان باتت رائجة بشكل ملحوظ. واللافت أن الكثيرين يستغلون هذا الفن القديم للتعبير عن انتماءاتهم السياسية والمذهبية . رغم أن البعض لا يزال يحب الوشم لجماله بغض النظر عن انتمائه الديني أو السياسي في لبنان الذي أصبح فيه الوشم عنصراً من المشهد التجميلي للإنسان، انعكست الاصطفافات السياسية والشروخات المذهبية على هذا الفن. فبات الوشم أحد وسائل الدعاية. لكن البعض ظل يحب الوشم لجماله بغض النظر عن انتمائه السياسي أو اعتقاده الديني. يبرّر الصحافي الشاب، عادل السلمان، سبب اختياره للوشم أنه يحبه منذ صغره، قائلاً "كنت أشاهده على التلفزيون ويعجبني. تشجعت حين شاهدت رفاقي قد وشموا أجسادهم". لكن العائلة لم تحب ذلك في البداية ومع الوقت اعتادت الموضوع. وبالنسبة لأصدقائه يوضح لـ عربية، أن "منهم من عمل وشماً ومنهم من أحب الفكرة ولكن لم يعمل". والثوري العالمي تشي جيفارا على جسد لبناني بدوره محمد غربية (25عاماً) الذي يملك 32 وشماً على جسده كلها ذات بعد سياسي وأيديولوجي، بدأ بالوشم منذ كان في الثامنة عشرة من العمر، معتبراً ذلك "نمطا من الحياة". يوضح الشاب اليساري لـ عربية، أن اهتمامه بالوشم السياسي نبع من التزامه بالحزب الشيوعي سابقاً وتحوله فيما بعد إلى مرحلة أكثر راديكالية وفوضوية، قائلاً "هذا ما دفعني إلى عمل أي شيء، خصوصاً بعدما وجدت أن الحزب الشيوعي لا يحقق آمال الجماهير. فالوشم يعكس نظرتي الفوضوية للعالم". وعن الوشوم المنتشرة في جسده، أوضح غربية أن لديه شخصيات فكرية وثورية هامة مثل: فلاديمير لينين وآرنستو تشي جيفارا والأمينان العامان الراحلان للجبهة الشعبية، جورج حبش وأبو علي مصطفى، وقائد العمليات الخارجية في الجبهة الراحل وديع حداد. وثمة عبارة باللغة العبرية على ساعده تقول "كامل تراب فلسطين"، يقول إنها "رسالة إلى كل من أصافحه خارج لبنان بأن هذه الأرض أسمها فلسطين". لم يشعر غربية حتى الآن بأي ندم على القيام بالوشم، مشدداً على أنه لا ينوي إزالة أي منها في المستقبل "أنا لا اهتم للرسوم بل للقضية التي تحملها هذه الرسوم". ويقول إنه لا يخاف من أي اضطهاد سياسي بسبب رسوم الوشم، فيما لو سيطرت فئات معادية للشيوعية ولليسار على منطقته. إلا أنه يضيف أن بعض الناس يتعاطى معه كصاحب سوابق جرمية، "إحداهن سألتني هل وشمت نفسك في السجن"، مشتكياً من أن القوى الأمنية هي أكبر عدو شخصي للوشم. فهي تضايقه دائماً في الشارع وفي المطارات وتشتبه به فقط بسبب الوشوم. ولا يرى الشاب اليساري مانعاً من قيام البعض باستخدام الوشم الديني "هذا يعبر عن أفكاره".