بيروت ـ جورج شاهين
اجتمع النواب والشخصيات المسيحية المستقلة مع كتلة "المستقبل" النيابية، الجمعة، في مكتب النائب بطرس حرب في الحازمية، حيث تناول المجتمعون، على مدار ساعتين من الزمن، موضوع قانون الانتخاب اللبناني الجديد، مؤكدين على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها. وشارك في الاجتماع الرئيس فؤاد السنيورة، ورئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون، وكل من النواب مروان حمادة، وأحمد فتفت، وفؤاد السعد، ونبيل دو فريج، وعاطف مجلاني، وهنري الحلو، وأنطوان سعد، ومستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح، ورئيس حركة "التجدد الديمقراطي" النائب السابق كميل زيادة، ورئيس حركة "الاستقلال" ميشال معوض، والنائب السابق إلياس عطا الله، وأمين سر حركة "التجدد" الدكتور أنطوان حداد. وتحدث الرئيس السنيورة عقب اللقاء قائلاً "الزيارة دائمًا طيبة إلى الصديق النائب بطرس حرب، ولا سيما عندما تشتمل هذه الزيارة على لقاء مع النواب والشخصيات من تجمع قوى 14 آذار، وكان هذا اللقاء مناسبة للبحث في جملة من الأمور المتعلقة بالقضايا العامة في البلاد والمنطقة، وتحديدًا في ما آلت إليه الأمور بشأن الاقتراحات والمشاريع المختلفة، في موضوع يهم كل اللبنانيين، وهو إجراء الانتخابات في وقتها، وهو أمر لطالما أكدنا عليه داخل قوى 14 آذار، وأيضًا ضمن تيار المستقبل، بشأن أهمية وضرورة أن تجرى الانتخابات في موعدها القانوني والدستوري". وأضاف السنيورة قائلاً "كان اليوم مناسبة لمراجعة ما جرى أثناء الفترة الماضية، حيث كانت هناك جهود عدة، بذلت في أكثر من مرة، للتقريب في وجهات النظر المتفاوتة في لبنان، والتي عبّرنا عنها في تيار المستقبل، في أكثر من مناسبة، وقدّمنا طروحات مختلفة، كلها لهدف التقريب، والوصول إلى اقتراح يحظى بغالبية اللبنانيين وموافقتهم، لكن ما شهدناه حتى اليوم، هو أننا كنا نتقدم بطروحات مختلفة تُعَبِرُ عن رغبتنا، وتأكيدنا، والتزامنا بضرورة إجراء الانتخابات في موعدها، في حين كانت مواقف الطرف الآخر متصلبة، وغير راغبة حقيقة في التوصل إلى اقتراح مشروع قانون للانتخابات يحظى بغالبية النواب، ونحن اليوم راجعنا كل ما تم التوصل إليه، واتفقنا على مواصلة العمل مع كل الفرقاء، للوصول إلى صيغة، يمكن أن تجرى الانتخابات على أساسها، تكون عادلة وقابلة للتطبيق، وتُمكن اللبنانيين من التعبير عن رأيهم بحرّية، ودون ضغوط، وتحافظ على مبدأ أساسي، ونحن في لبنان شديدو الحرص، وينبغي أن نكون كذلك، وهو ما اتفقنا عليه في الطائف، لجهة العيش المشترك بين اللبنانيين، وهذه هي الصيغة التي تحفظ لبنان، وتصونه إزاء كل هذه الأمور، التي نمر بها، والتي تجتازها المنطقة العربية". وردًا على التقارب في وجهات النظر مع رئيس الكتائب، ورئيس حزب "القوات اللبنانية"، قال السنيورة "لا شك أن ما قمنا به حتى الآن ذلّل عددًا من العقبات، وهي خطوة تشجع على الاستمرار في هذه المساعي، التي نقوم بها توصلاً إلى صيغة مقبولة من الجميع، وتُمكننا من إجراء الانتخابات"، وقال موضحًا "أنا أعمل اعتمادًا على موقف جازم، هو أننا نريد الانتخابات، ونعمل من أجل إتمامها، وبالتالي فإننا نبذل كل جهد ممكن، للتوصل إلى ذلك". من جانبه، قال النائب حرب "إن اجتماع اليوم حلقة من سلسلة التشاور، التي تجري بين القوى السياسية الحريصة على عدم تغييب الإستحقاق الدستوري، وديمقراطية النظام في لبنان، أي إجراء الانتخابات في موعدها، وتداولنا في الاقتراحات المختلفة، واطلعنا على التقدم الحاصل على صعيد البحث مع القوى السياسية الأخرى، وما أستطيع تأكيده هو أننا من جهتنا وتيار المستقبل والكتائب والقوات اللبنانية، حلفائنا، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنلاط عدّلنا في موقفنا في سبيل تسهيل الاتفاق على قانون انتخابات، والكل يعلم أن تيار المستقبل كان يرفض النظام النسبي، وكذلك وليد جنبلاط، وتسهيلاً منا كقوى سياسية نعمل سويًا، عدّلنا موقفنا إيجابًا لصالح القبول في أن يكون النظام مختلطًا، منه نسبي ومنه أكثري، تسهيلاً للاتفاق، لأنه من المؤسف أن تصدر مواقف من الطرف الآخر، تؤكد اقتناعنا أن هناك طرفًا في لبنان لا يريد الانتخابات، وإذا وافق، تكون موافقته على أساس يُؤمِنُ له الغالبية، ليبقى قابضًا على الحكم، وفي الحقيقة نحن، من موقعنا الحريص على النظام الديمقراطي في لبنان، سنبقى مستمرين في تباحثنا ومساعينا، توصلاً إلى مرحلة نحقق فيها الانتخابات، ومن موقعنا المسؤول نتمنى على الفرقاء الأخرين، إذا كانوا فعلاً حريصين على أن يبقى لبنان الربيع الدائم في هذا العالم العربي، وأن يبقى النظام الديمقراطي الدائم، نتوجه إليهم قائلين (أن هناك مسؤولية عليكم فإما أن تتنازلوا عن مواقفكم الثابتة، وتخطوا خطوة في اتجاهنا، كما فعلنا نحن، ونتفق وإياكم على شيء مشترك، يفضي إلى إجراء الانتخابات، وإلا تتحملون مسؤولية تاريخية في ضرب النظام الديمقراطي)، وأملنا كبير في التوصل إلى التوافق، وأن تجرى الانتخابات في موعدها، وسنتابع مباحثاتنا على هذا الأساس". وأكد النائب حرب تمسك القوى المجتمع بالمبادئ التي أجمعت قوى "14 آذار" عليها، في العام 2005، "لكي يبقى لبنان واحة وجنة". و في ختام حديثه، أشار حرب إلى رأي المجتمعين في الطرح "الأرثوذوكسي"، حال تعديله، حيث قال "في الواقع أننا نرفض كل ما يؤدي إلى فرز لبنان طوائف ومذاهب، ونحترم الميثاق الوطني الذي قام لبنان على أساسه، وكل ما يؤدي إلى تكريس الوحدة الوطنية والحياة المشتركة بين اللبنانيين نحن معه".