متظاهرون فلسطينيون

 أغلق متظاهرون فلسطينيون اليوم (الخميس) مقر بعثة الصليب الأحمر الدولي في الخليل بالضفة الغربية، احتجاجا على "صمت" المنظمة الدولية إزاء استمرار اعتقال الصحفي الفلسطيني محمد القيق المضرب عن الطعام في السجون الاسرائيلية منذ 86 يوما.

وقال شهود عيان لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المتظاهرين الذين حملوا لافتات تندد باستمرار اعتقال القيق رغم تردي وضعه الصحي منعوا موظفي الصليب الاحمر من الدخول أو الخروج من مبنى البعثة لأكثر من ساعتين.

وسلم المتظاهرون الذين أطلقوا على أنفسهم "ناشطون لأجل الأسير محمد القيق" موظفي البعثة "رسالة احتجاج على استمرار اعتقال القيق"، وطالبوا بالضغط على الحكومة الإسرائيلية للافراج عن القيق.

وفي السياق ذاته، اعتصم عشرات الصحفيين الفلسطينيين وسط مدينة الخليل تضامنا مع القيق، مطالبين منظمة الصحافة الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان بالتدخل العاجل للإفراج عنه.

وشارك في الاعتصام ممثلون عن نقابة المحامين، ونادي الأسير الفلسطيني، وهيئة شؤون الأسرى في منظمة التحرير الفلسطينية.

وفي الإطار حملت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة القيق، معتبرة أن ما يتعرض له يمثل "شكلا من أشكال الإرهاب والقمع والتنكيل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني".

وقالت الوزارة في بيان إنها "تتابع وعلى مدار الساعة تطورات الوضع الصحي للقيق، وتواصل اتصالاتها لحشد الضغط الدولي اللازم لإجبار سلطات الاحتلال على الإفراج الفوري غير المشروط عنه وغيره من الأسرى الإداريين، وإلزام إسرائيل، كقوة احتلال، بالامتثال لمبادئ القانون الدولي الإنساني التي تجرم سياسة الاعتقال الإداري التعسفية".

ويعاني القيق (33 عاما) الذي اعتقل من منزله في مدينة الخليل في 21 من نوفمبر الماضي وضعا صحيا حرجا للغاية، بحسب محامييه ومراقبين طبيين.

ويرفض القيق منذ 24 من نوفمبر أي بعد أربعة أيام على اعتقاله، تناول أي نوع من الطعام سوى الماء وهو محتجز بموجب قرار ما يعرف ب"الاعتقال الإداري"، الذي يتيح بحسب القانون الإسرائيلي وضع المشتبه فيه قيد الاعتقال دون توجيه الاتهام له لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد لفترة غير محددة زمنيا.

وقضت محكمة العدل العليا الإسرائيلية في 4 فبراير الجاري بتجميد الاعتقال الإداري بحق القيق بسحب الحراسات عنه، والسماح لأهله بزيارته، واستمرار علاجه بالمشافي الاسرائيلية، الأمر الذي رفضه الأسير المضرب في حينه وقرر مواصلة إضرابه عن الطعام.

كما اقترحت المحكمة العليا الإسرائيلية في 15 فبراير الجاري، بحسب ما ذكر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية عيسى قراقع، نقل القيق من مشفى (العفولة) الإسرائيلي إلى مشفى (المقاصد) في مدينة القدس لتلقي العلاج، وهو ما رفضه أيضا وقرر مواصلة إضرابه عن الطعام.

وفي السياق، قال نادي الأسير الفلسطيني في بيان، إنه إضافة إلى القيق يواصل ثلاثة أسرى فلسطينيين لدى إسرائيل إضرابهم عن الطعام احتجاجا على اعتقالهم.

وذكر النادي أن الأسير محمد المهر من جنين بالضفة الغربية يخوض إضرابا عن الطعام منذ 46 يوما وهو محتجز في مستشفى (بوريا) في طبريا.

كما يخوض الأسير ربيع جبريل من بيت لحم بالضفة الغربية إضرابا منذ ثمانية أيام في سجن (النقب)، مطالبا بتوفير العلاج اللازم له وإنهاء اعتقاله الإداري حيث يعاني من تشمع في الكبد.

ويواصل الأسير سامر العيساوي من القدس كذلك،بحسب البيان، إضرابه المفتوح عن الطعام في سجن (جلبوع) منذ خمسة أيام تضامنا مع القيق.

ويعد العيساوي الذي أعيد اعتقاله في يونيو 2014 صاحب أطول إضراب عن الطعام في السجون الإسرائيلية حيث استمر فيه لتسعة أشهر قبل أن يفرج عنه في ديسمبر عام 2014 بعد موافقة النيابة العسكرية الإسرائيلية في ابريل عام 2013 على صيغة اتفاق عرض من قبله يقضي بالإفراج عنه بعد 8 أشهر مقابل وقف إضرابه عن الطعام.