لندن ـ وكالات
دخلت الفتاة السعودية "نورة" التي تعاني تقوّس عظامها وتعيش في خطر نتيجة قرب العظام من القلب، فجر السبت الماضي مستشفى ويلينجتون في لندن لبدء مراحل علاجها، بعد أن تكفل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بجميع تكاليف نقلها من السعودية وعلاجها في لندن ومصروفات مرافقيها، تفاعلاً مع مناشدة أسرتها التي نشرتها "سبق" في شهر شعبان الماضي. وقال شقيق "نورة" لـ"سبق": "نحن عاجزون عن شكر الشيخ محمد بن زايد، وصحيفة "سبق" على اهتمامهم، وإسهاماتهم في بدء مراحل علاج شقيقتي نورة". أضاف "بعد أن نشرت صحيفة "سبق" مشكورة، مناشدتنا في شهر شعبان الماضي وعرضت تقريراً إنسانياً مصوراً ومؤثراً عن حالة نورة، تلقينا اتصالاً من ديوان الشيخ محمد بن زايد والذي أكد تكفله بعلاج الحالة في أي مكان بالعالم تحدده الأسرة". وأكمل "خجلنا من تحديد الدولة التي نرغب بعلاج نورة فيها وطلبنا منهم تحديد ذلك ولكنهم رفضوا وطلبوا منا تحديد أي مكان بالعالم، وبعد إصرارهم ومشاورات وقع الاختيار على بريطانيا لشهرة مستشفى ويلينجتون". وأردف بالقول "بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد، تواصلت معنا هيئة الصحة في أبو ظبي وسفارة الإمارات في السعودية وتابعوا معنا جميع الإجراءات وقدموا لنا الدعم الكامل وكانوا على تواصل مستمر، عقب أن تأخرت الرحلة نتيجة رفض خطوط الطيران نقل الحالة دون مرافق طبي، وبعد تبرع أحد الفنيين وبمعرفة شخصية بمرافقة الحالة بعد أخذ إجازة من عمله، غادرت نورة مع المرافق الطبي وبرفقة والدتها وأحد الأشقاء المملكة فجر السبت، وكان في استقبالها في مطار لندن سيارة إسعاف ومندوبون من سفارة الإمارات، وعلى الفور نقلت للمستشفى فيما نقل المرافق الطبي للسكن على نفقة السفارة". قال "الخدمات التي قدمت لنا عديدة، حيث أكد ديوان ولي عهد أبو ظبي أن جميع تكاليف العلاج إضافة إلى جميع مصروفات مرافقي نورة في لندن سيتم التكفل بها وعند اكتمال مراحل علاجها وعودتها للسعودية وفي حال تطلب الأمر توفير جهاز طبي لها سيتم توفيره بأي مبلغ كان". وعن تفاعل الجهات الحكومية في السعودية مع الحالة قال شقيق الفتاة "بعد نشر الحالة تلقيت اتصالاً من وزارة الشؤون الاجتماعية وتم الاستفسار عما يصرف للحالة من ضمان ومساعدات، ووعدوا بالاتصال لاحقاً، ولم يأتِ اتصالٌ حتى اليوم". شقيق نورة قدم في نهاية حديثه شكره الجزيل لولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد على موقفه الإنساني غير المستغرب سائلاً أن يكون في موازين حسناته، ولصحيفة سبق على تفاعلها واهتمامها بالحالة الإنسانية كعادتها في معايشة مطالب المواطنين وإبراز مطالبهم ومناشداتهم وعرض الحالات الإنسانية للتفاعل معها من أهل الخير، كما شكر الموظفة في صحة أبو ظبي شمسة العتيبة والموظفة في السفارة الإماراتية في السعودية مي الهديب والموظف في السفارة الإماراتية في لندن ماجد عمير على جهودهم الكبيرة ومتابعتهم واهتمامهم بالحالة. يُشار إلى أن الفتاة نورة "18 عاماً" تسبب تقوّس عظامها في تهديد حياتها؛ كون عظام القفص الصدري لم يعد يفصلها عن القلب سوى سنتيمترات قليلة، حتى تحولت من حامٍ للقلب إلى "مهددة" له. وتعاني نورة إعاقة كاملة، وأُدخلت مركز التأهيل الشامل في المجمعة قبل نحو 10 سنوات، ولم تكن تعاني قبلها إشكالية تقوّس العظام، وكانت معاناتها فقط تتلخص في إعاقة كاملة في المخ والأعصاب. إلا أنها بدأت قبل ثلاث سنوات تعاني تقوُّس العظام، الذي أثّر فيها بشكلٍ كامل، وأشار الأطباء إلى أن إشكالية تقوّس العظام جاءت نتيجة إهمال العلاج الطبيعي الذي من المفترض أن يقدَّم لها. وكان أشقاء نورة قد أخرجوها من المركز، وبدؤوا في تقديم الرعاية لها في المنزل؛ حيث كان يتم تقديم غذاء خاص لها. ونشرت "سبق" مناشدتهم للمعنيين وأهل الخير في إيجاد العلاج اللازم لها، خصوصاً أنهم لا يعرفون كيفية مخاطبة المستشفيات الخارجية، قبل أن تتلقى الأسرة بشرى تكفل ولي عهد أبو ظبي بعلاجها قبل أشهر ومن ثم بدء مراحل العلاج هذا الأسبوع في بريطانيا.