اوضح رئيس الحكومة اللبناني المستقيل نجيب ميقاتي ان "النتائج الايجابية النسبية التي تحققت على الصعيد الامني في طرابلس في الايام الماضية، هي حصيلة طبيعية للاجراءات الحاسمة التي إتّخذتها القوى العسكرية والامنية في المدينة، وللتجاوب الذي اظهرته القيادات السياسية والروحية والشعبية مع الجهود المبذولة للمحافظة على الاستقرار والأمن في كل احياء المدينة وشوارعها"، مؤكداً ان "الخروقات التي تحصل من حين الى آخر، ستقابل في حال تكرارها، بمزيد من الحزم والتشدد لأن سلامة طرابلس من سلامة الوطن، وامن الطرابلسيين من امن جميع اللبنانيين ، ولن يكون من السهل على احد ، الى اي جهة انتمى الاساءة الى هذه المدينة التي كانت وستبقى العاصمة الثانية للبنان وعنوانا من عناوين وحدته وتنوعه ". كلام ميقاتي جاء خلال ترؤسه اجتماعاً وزارياً ونيابياً وامنياً، الاربعاء لبحث الوضع في طرابلس، شارك فيه وزير المال محمد الصفدي، وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل، وزير الدفاع الوطني فايز غصن، وزير الإقتصاد والتجارة نقولا نحاس، وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي، وزير الدولة احمد كرامي، والنواب: سمير الجسر، محمد كبارة ، روبير فاضل، بدر ونوس، سامر سعادة، المدعي العام التمييزي القاضي حاتم ماضي، محافظ الشمال ناصيف قالوش، قائد الجيش العماد جان قهوجي، مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، مدير عام امن الدولة اللواء جورج قرعة، مدير عام قوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد روجيه سالم، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العقيد عماد عثمان، ورئيس فرع مخابرات الجيش في الشمال العميد عامر الحسن. وتم في خلال الاجتماع التشديد على "رفع الغطاء السياسي عن اي مخل بالأمن"، والتأكيد على "التنسيق بين الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى للتدخل بحزم عند الضرورة". كما تم التشديد على التنسيق الأمني- القضائي لتنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة في حق الاشخاص المطلوبين وتشديد العقوبات في حقهم، إضافة الى الاسراع في بتّ الملفات القضائية للموقوفين الاسلاميين". ونوّه ميقاتي "بالخطة الامنية التي ينفذها الجيش بالتعاون مع قوى الامن الداخلي"، معتبرا الا هدف لهذه الخطة الا حماية طرابلس واهلها جميعا ووضع حد للتجاوزات التي تقع من وقت الى آخر، وصولا الى اعادة تثبيت الامان للمضي في المسيرة الانمائية التي بدأتها الحكومة من خلال المشاريع التي رصدت لها الاعتمادات المالية اللازمة لتنفيذها". وقال "انطلاقا من ذلك لا يجوز لاي طرف طرابلسي القبول بان يكون اداة تستعمل لابقاء المدينة مضطربة ومشلولة إقتصادياً وتجارياً ويسكن اهلنا فيها قلقاً دائماً وخوفاً من المستقبل او ان يجعل من نفسه وقودا لامتداد النيران المشتعلة في الجوار الى البيت الطرابلسي الذي يُفترض ان يبقى محصنا ومحميا من تأثيرات حروب الاخرين ، شأنه في ذلك شأن البيوت اللبنانية كافة". واذ اعرب عن امله في ان "يتعزز الاستقرار في طرابلس ويترسخ الهدوء في احيائها كافة" ، اكد ميقاتي ان "القوى العسكرية والامنية لن تتساهل في فرض الامن على جميع المخلين به، وهي تعبر بذلك عن ارادة جميع الطرابلسيين الذين من حقهم على الدولة ان تحميهم وتوفر لهم مقومات العيش الكريم، ومن ضمنها استكمال تنفيذ المشاريع الانمائية في المدينة، وتشغيل ما بات جاهزا منها، لاسيما وان الحكومة المستقيلة كانت انجزت كل الترتيبات والاجراءات المالية والادارية لذلك". وكان الرئيس ميقاتي إستقبل سفيرة الإتحاد الأوروبي لدى لبنان انجيلينا إيخهورست التي قالت بعد اللقاء "بحثنا الوضع الأمني في لبنان والمنطقة. إن الإتحاد الأوروبي قلق جداً جراء التطورات الأخيرة، ودعونا جميع الأطراف واللاعبين الى إحترام سيادة لبنان والإمتناع عن اي عمل من شأنه ان يزيد من حدة الوضع الحساس في المنطقة. بحثنا هذه المسألة مع الرئيس ميقاتي، كما بحثنا في اهمية ان تتشكل حكومة الآن في لبنان يمكنها إتّخاذ القرارات في المسائل الراهنة". واعلنت ان "الإتحاد الأوروبي يدعم بالكامل سياسة النأي بالنفس التي كان قد اعلن عنها لبنان"، ودعت الأطراف في الداخل والمنطقة الى "إحترام هذا النداء القوي من لبنان الذي يشير الى التالي: دعونا خارج هذه المسألة واحترموا بلدنا وشعبنا". اضافت "نحن كإتحاد اوروبي نشدد على هذا النداء ويجب إعادة التأكيد على سياسة النأي بالنفس، وهذا سبب إضافي لتشكيل حكومة جديدة لكي تتعامل مع هذه المسألة. ونحن ندعم بالكامل جهود الجيش اللبناني وكل القوى الأمنية. كما تعلمون نحن كإتحاد اوروبي ندعم دعماً تاماً قوات اليونيفيل وزرت الجنوب السبت الفائت والتقيت عدداً من الفرق العاملة ضمن هذه القوات، وذلك لإعادة التأكيد مراراً وتكراراً على اهمية العمل بأمان وضمان سلامة المواطنين في الجنوب وفي المناطق الأخرى. ونحن نشجع على ذلك ونريد التأكد من ان اليونيفيل تستطيع مواصلة عملها بالكامل" . وإستقبل ميقاتي سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري وبحث معه العلاقات الثنائية بين لبنان والمملكة. كذلك، استقبل ميقاتي قائد الجيش العماد جان قهوجي وبحث معه شؤون المؤسسة العسكرية. كما إستقبل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وبحث معه الأوضاع الأمنية، ثم القائمة باعمال سفارة لبنان في بلجيكا جوانا قزي.