الرباط ـ الحسين إدريسي
قالت حمداني العالية، والدة عادل بشار، المعتقل في ملف ما يسمى بـ"القردودي"، برقم اعتقال 55496، والمحكوم عليه بالسجن 20 سنة في 28/02/2012، إن "ابنها لم يعد يعرفها، وبعد آخر زيارتين تأكدت أنه في حالة فقدان عقل بعد أن أكد لها مدير سجن عكاشة في الدار البيضاء هذا الأمر". وأضافت في رسالة في هذا الصدد، تلقى "العرب اليوم" نسخة منها: "أحيطكم علما أنني على إثر الزيارة التي قمت بها لابني أواخر تشرين الثاني/ نوفبر الماضي في سجن عكاشة في الدار البيضاء مكثنا ننتظر الإذن بالدخول لمدة أربع ساعات وكان بصحبتي بعض أفراد العائلة ليُسمح لنا أخيرا بالدخول ويتم اقتيادنا إلى مكتب المدير. وكم كانت لهفتنا كبيرة للحصول على أدنى معلومة بشأن سبب وجودنا في مكتب المدير، وبعد وقت قصير فوجئت بابني وهو يلج إلى المكتب ومعه حارسان مرتديا جلبابا ومغطى الرأس والوجه، فما أن أزاح الغطاء عن وجهه حتى أبان عن عدة كدمات في وجهه وجروح في رأسه، فلما سألته عن السبب قال لي (هذا هو الحبس) ومن هول المنظر التفت إلى المدير وطلبت منه توضيح ما يحدث، فقال لي إنه مريض ومختل عقليا ولديه ملف الأمراض العقلية، وأنه دائما يتشاجر مع السجناء". وتابعت والدة المعتقل الإسلامي، في الرسالة ذاتها، أنها توصلت بمعلومات من داخل السجن تؤكد أن ابنها "تم تعنيفه وسبه وشتمه وضربه من قبل أحد الموظفين فقام بالدفاع عن نفسه فهاجمته مجموعة من الموظفين (حراس السجن) وقاموا بتصفيد يديه إلى الخلف وتركوه للموظف المذكور الذي كان طرفا في النزاع فأشبعه ضربا بعدة لكمات وصفعات في وجهه ليحمل بعد مجندلا مغمى عليه إلى جناح رقم 2 في زنزانة انفرادية محروما من أدنى شروط العيش الكريم". وأشارت إلى أن ما يدل على فقدان ابنها الذاكرة أنها لما زارته الثلاثاء الماضي عانقته وصافحته، فارتبك وأزاحها وسألها من أنت؟، وكأنه يراها لأول مرة، مضيفة: "صعقت من هول الصدمة، كيف أن ابني لم يعد يعرفني". وطالبت الأم بلجنة تقصي الحقائق للوقوف على حقيقة المأساة التي يعيشها ابنها، و"محاسبة هؤلاء الجلادين الذين تسببوا له في هذا الضرر النفسي، وعند الله تجتمع الخصوم". يذكر أنه حسب إحصاءات رسمية للمندوبية العامة لإدارة السجون في المغرب، يوجد حوالي 560 سجينا مما يعرف بالمعتقلين الإسلاميين من أصل حوالي 650000 سجين في المغرب.