الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
يقوم وفد من البرلمان السوداني, الأربعاء, بزيارة إلي منطقة أبوكرشولا في جنوب كردفان بعد استعادتها من المتمردين ,الاثنين, للوقوف على الأوضاع ميدانياً وتهنئة الجيش هناك بما تحقق من نصر، وكشف مصدر في ولاية شمال كردفان فضل عدم الكشف عن اسمه "للعرب اليوم" أن الأجهزة المختصة أعلنت أن المنطقة أمنة تماماً، ويمكن للنازحين الذين استقبلتهم ولاية شمال كردفان وتجاوز عددهم 30 ألف نازح العودة إلي المنطقة والمناطق الأخري. وأشار المصدر إلي أن الجيش واصل عملياته في المناطق البعيدة من أبوكرشولا، وأكد رئيس الوفد البرلماني الذي سيزور أبوكرشولا البروفسير الأمين دفع الله أن زيارة الوفد ستكون الأولي بعد استعادة المنطقة، وأضاف أن قناعة ترسخت عن الكثيرين على المستوي الرسمي والشعبي بعد الذي حدث في أبو كرشولا أن نوايا التمرد ليست السلام إنما تنفيذ أجندة خارجية مفروضة على قادته من خارج الحدود ضمن السياسات الكلية الرامية لتقسيم السودان وتمزيقه إلي دويلات، وأوضح أن هذه السياسة ظلت تتبناها الولايات المتحدة الأميركية، وبعض الدول الغربية وتدعمها إسرائيل، وقال الأمين دفع الله أن الحكومة السودانية ظلت حريصة على الحوار مع المتمردين وحملة السلاح في الداخل والخارج لكن نتيجة هذا الحوار كثيراً ما اصدمت بخروقات الذين تفاوضهم الحكومة, ولذا فإن المرحلة القادمة تتطلب مراجعات للعملية التفاوضية على أسس جديدة, يتم فيها إشراك المهتمين إقليمياً بأمرالسلام وتحقيقه في السودان، وأبرزهم الإتحاد الإفريقي والدول المحبة للسلام وأصدقاء السودان من العالم العربي والإسلامي، مضيفاً أن الحكومة يجب ألا تعترف بالحركة الشعبية قطاع الشمال كما جاء في خطاب الرئيس السوداني عمرالبشير فالحركة الشعبية إنتهي عهدها بإنفصال الجنوب، فلو كان لابد من حركة شعبية كما يقول البروفسيرالأمين دفع الله فلتكن في جنوب السودان وليس في السودان، وتضيف رئيس كتلة نواب جنوب كردفان في البرلمان عفاف تاور أن المرحلة مابعد استعادة أبو كرشولا مرحلة مهمة ولها مطلوبات، أولها لابد من استمرار الجيش في عملياته العسكرية ضد المتمردين , حتي يسترد مناطق كاود وأم دورين والبرام وهيبان وجلد, وهي مناطق دخلتها الحركة الشعبية قطاع الشمال , ومكنت فيها الجبهة الثورية وأضافت عفاف تاور في تصريحات "للعرب اليوم"، لابد أيضاً من تماسك الجبهة الداخلية في جنوب كردفان وعدم الإلتفات إلي أن الصراع فيها صراع إثني, حتي لايحدث خلل وضرب للنسيح الإجتماعي لمكونات الولاية، وطالبت حكومة جنوب السودان بإظهارالنوايا الحسنة في فك إرتباطها علانية وبصورة واضحة بالفرقتين التاسعة والعاشرة للجيش الشعبي في جنوب كردفان والنيل الأزرق وأن توقف الدعم اللوجستي الواضح للحركات المسلحة بالعتاد والسلاح وغيره من أنواع الدعم الذي تتلقاه مايسمي بالجبهة الثورية والحركة الشعبية قطاع الشمال، وكشفت أن الجنود في الفرقتين التاسعة والعاشرة لازالوا يتلقون الدعم والتوجيهات من حكومة الجنوب ومن رئيسها سلفاكير ميارديت باعتباره القائد الأعلي للجيش الشعبي في جنوب السودان وتفريغها لمعسكر إيتا في ولاية الوحدة الجنوبية المتاخمة لولاية جنوب كردفان, والذي يحتجز فيه الجنوب النساء والأطفال منذ بداية الصراع العام قبل الماضي، وأضافت على جمهورية جنوب السودان أيضاً تسريح كل الجنود الأطفال أومايسمى بالجيش الأحمر لبناء جبال النوبة وألا تجعل أرضها منطلقاً لزعزعة أمن السودان خاصة ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، من ناحية أخري دعا وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب كردفان رجب الباشا في تصريحات "للعرب اليوم" المواطنيين إلي التحلي بالحكمة والصبر وتعزيز التعايش السلمي وعدم الالتفات للشائعات وعلينا لكي نتجاوز الواقع الحالي أن نعمل معا وان يكرس الجميع جهده لرتق النسيج الاجتماعي وإرساء قواعد التعايش السلمي، وعلى أبناء جنوب كردفان الالتفات إلى قضيتهم، ولابد أن يكونوا أكثر وعياً بقضيتهم، وأن يطرحوا حلاً ورؤية واضحة لكيفية إدارة شأنهم وقطع الطريق أمام الذين درجوا على استغلال قضية جنوب كردفان في صراعات لاتمت بصلة لقضايا الولاية بشئ، واختتم وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب كردفان تصريحاته لـ"العرب اليوم" بالتأكيد أن حكومة الولاية والحكومة الاتحادية شرعتا في الترتيبات الأزمة لعودة النازحين من "أبو كرشولا". وكان البرلمان السوداني أكد في جلسة الثلاثاء الاستمرار في حملة التعبئة والاستنفار والاستمرار في تطهير كافة المناطق من أيدى الخونة والمأجورين، ودعا للقيام بحملة قومية لاعادة إعمار "أبوكرشولا" وكل المناطق التي اعتدى عليها المتمردين، وأعلن عن تأييده لقرار الرئيس السوداني بعدم التفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال, وأعرب عن تقديرة وإشادته بالدور البطولي الذي حققته القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والمجاهدين باسترداد مدينة "أبو كرشولا"وهزيمة المتمردين في جنوب كردفان، وأشاد البرلمان في جلسته التي خصصها للتدول حول مرحلة مابعد الانتصار الذي تحقق في "ابوكرشولا" أشاد بادوار القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، وجدد دعمه وتأييده ومساندته للجيش، وقرر الاستمرار في حملة التعبئة والاستنفار لتطهير كافة المناطق من أيدي المتمردين.