القاهرة - شيماء مكاوي
كشفت أستاذ الطبّ النفسيّ في جامعة عين شمس الدّكتورة هبة عيسوي لـ" العرب اليوم" أنه لا يمكن تعليم الطِّفل لغة أخرى قبل إتقانه التامّ للغته الأصليَّة. وذكرت أنّ هناك عدة عوامل يجب الانتباه لها قبل أن نبدأ بتعليم الطِّفل لغة أخرى وهي أن يكون الطِّفل غير متأخِّر في الكلام عن أقرانه وأن يكون قاموس الكلمات عند الطِّفل يحتوى على كمّ كبير من المفردات. لذا لا بد أوَّلًا أن نقوم بتعليم الطِّفل اللغة العربية قبل البدء في إمداده بأيّ لغة أخرى، ولا يصحّ أن نبدأ بتعليمه لغة أجنبية مع بداية تعلّمه اللغة العربية لأنّ الخلايا المسؤولة عن تعلُّم الكلام بالمخّ لا يجب أن ندخل لها مُثِيرَيْنِ في وقت واحد حتى لا يصاب بنوع من التشتُّت الذى يعيقه ويتسبب في تأخر النطق لديه. مع العلم أن تعلُّم لغة مثل الإنجليزية قبل اللغة العربية يعتبر من الأمور الأسهل للطفل، لأن اللغة العربية أصعب في النطق والتعلم في هذا السن وهو ما يعيقه فيما بعد عند تعلمه اللغة العربية. أما عن السنّ المناسب للبدء بتعلم لغات أخرى فتشير الدّكتورة هبة إلى أنه يفضل بعد سنّ 3 سنوات وذلك بالنسبة للطفل غير المتأخِّر في الكلام في أيٍّ من مراحل عمره، بمعنى أن يكون قد تمكَّن من نطق ما لا يقل عن خمسة عشر كلمة عند إتمام عامه الأول وتمكن من نطق جملًا من كلمتين عند العام الثاني، ويستطيع في عامه الثالث أن يدخل على الجمل الضمائر الصحيحة وحروف الجرّ، هنا يمكن أن نبدأ بتعليمه لغة أو لغتين أجنبيتين في نفس الوقت مع العلم أن قدرته على تعلم اللغات في هذه الفترة يكون سريعًا وناجحًا للغاية. أما بالنسبة للطفل المتأخّر في الكلام فيجب الانتظار حتى يصل إلى مرحلة القدرة على النطق السليم والتركيب الصحيح للجمل من حيث إدخال الضمائر وحروف الجرّ عليه.