الدكتورة هبة متولي

أكدّت أستاذ جراحة العيون وتصحيح عيوب الإبصار الدكتورة هبة متولي، أن المياه البيضاء قد تصيب عين الطفل مثلما تصيب عين الكبار وتكون أكثر خطورة.

وأوضحت الدكتورة هبة متولي في تصريح لـ"العرب اليوم" أن المياه البيضاء هي عتامة في عدسة العين والتي تمنع وصول الضوء إلى مركز الإبصار فتمنع تطوره العصبي وإرسال إشارات عصبية خلال العصب البصري للخلايا البصرية الموجودة في المخ، والطفل المصاب بالمياه البيضاء الخلقية (الكاتاراكتا الخلقية) في كلتاعينيه منذ مولده أشد تأثرا وخطورة من المياه البيضاء عند الكبار، وكلما أجريت عملية إزالة المياه البيضاء في وقت مبكر كلما كان تحسن النظر بعد العملية أفضل، على عكس كبار السن فإجراء عملية  الماء الأبيض يحسّن النظر بشكل كبير جدًا بعد الجراحة، لهذا فإن معرفة إصابة الطفل وإجراء الجراحة أمر هام حتى لا يصبح معاقًا بصريًا، ومن أجل استمرارحياته بشكل طبيعي.

 وأضافت الدكتورة هبة، في حالة المياه البيضاء عند الأطفال فإنه يجب على الطفل المتابعة الدورية بانتظام حتى بعد إزالتها جراحيًا للتعامل مع أي تطورات بالعين واردة جدًا بعد إزالة المياه البيضاء وهذا الأمر يختلف بالطبع عن إزالة المياه البيضاء عند الكبار، وهذا الباب الشفاف أو عدسة العين يسمح بدخول الضوء وتكوين الصورة على الجدار المقابل والذي يمثل الشبكية. وفي حالة وجود مياه بيضاء فإن عدسة العين تفقد شفافيتها ويتحوّل لونها إلى اللون الأبيض، وبالتالي تمنع دخول الضوء أو تكوين أي صورة على الشبكية، وبالتالي تقل أو تنعدم الرؤية  مثل زجاج السيارة عندما يفقد شفافيته ويتحول إلى اللون الأبيض فإننا لا نستطيع أن نرى من خلاله.

وأشارت إلى اختلاف كبير بين المياه البيضاء عندما تصيب الصغار وبينها عندما تصيب الكبار، ذلك لأن جميع الأبحاث والاختبارات الطبية أثبتت أنه عندما يولد الطفل فإن قدرته على رؤية وتحديد الأشياء لم تتكون بعد، حيث أن الجهاز البصري للطفل (والذي يشمل العين، كما شرحنا سابقا تستقبل الصور على الشبكية،  ثم تنقل هذه الصور من خلال العصب البصري إلى الجزء البصري في المخ، والذي يترجمه ويحلله ويفهم ما يراه الطفل) مثله مثل باقي أجزاء جسده يحتاج إلى أن يعمل ويؤدي وظيفته حتى يكتمل نموه، وتكون الأسابيع الأولى من عمر الطفل هامة جدا لنمو الجهاز البصري.

وذكرت أنه في حالة وجود المياه البيضاء الخلقية قلّ دخول الضوء داخل العين ولا تتكون صورة على الشبكية، وبالتالي فإن الإشارات الصادرة عن الشبكية تكون ضعيفة ومشوشة، وبالتالي تصل إشارات ضعيفة ومشوشة أيضًا إلى الخلايا البصرية في المخ، فيكون نمو هذه الخلايا أيضاً ضعيفاً وهكذا مع مرور الوقت واستمرار المشكلة تتكون لدى الطفل خلايا بصرية بالمخ هزيلة غير قادرة على تحليل صورة أي جسم تراه أمامها بالشكل المطلوب، ولهذا في مثل هذه الحالات فإنه على الرغم من إزالة المياه البيضاء ودخول الضوء داخل حجرة العين وتكوّن صورة على الشبكية إلا أن الإشارات المنقولة خلال العصب البصري اتجهت في النهاية إلى خلايا بصرية ضعيفة وواهنة بالمخ لا تقدر على تحليل هذه الإشارات ورؤية الأشياء بالشكل المطلوب، فيفشل الطفل في اختبار النظر على الرغم من  إزالة المياه البيضاء.