حلم الأمومة هو حلم أي فتاة، وعندما تعلم بأنها حامل تكون في منتهى السعادة ولكن سرعان ما يخيب أملها عندما تجهض هذا الطفل سريعا، وتبدأ تتساءل: لماذا يحدث هذا؟ وكيف أتفادى حدوثه مرة أخرى؟ إلا أنه للأسف هذا الأمر يتكرر كثيرا مع العديد من الفتيات، ويصبحن في حالة يأس شديدة، وخوف من الحمل مرة أخرى، لذا يحدثنا الدكتور أستاذ النساء والولادة والعقم أحمد خيري، عن أسباب الإجهاض المتكرر وكيفية علاجه. وقال خيري لـ"العرب اليوم"، إن "هناك العديد من الأسباب التي تتسبب في  الإجهاض المتكرر، وقبل أن نشخصها لابد أن نطلب من الفتاة عمل مجموعة من التحاليل والفحوصات الخاصة ببعض الفيروسات، حتى نتطمئن، وإذا كانت جميع التحاليل سليمة نبدأ البحث عن أسباب هذا  الإجهاض". وأضاف أن "أول أسباب  الإجهاض هو العامل الوراثي، وهو يعني أن الكرموسومات الخاصة بالجنين تكون غير سليمة، وبالتالي تكون الجنين يكون غير سليم، وهذا السبب يؤدي إلى الإجهاض المبكر، وهذا نعتبره من رحمة الله سبحانه وتعالى، لأن هذا الطفل إذا اكتمل كان معيبا خلقيا، لذا الرحم يطرد الجنين غير الصالح في تكوينه. ويتبين هذا السبب بعمل التحليل الوراثي للأب والأم، فإذا تبين أن هناك خللا، فلا يوجد علاج لهذه الحالة سوى محاولة الإنجاب مرة أخرى حتى يفلح الأمر ويتكون طفل تركيبة الوراثي سليم. أما ثاني أسباب الإجهاض المتكرر فهو داء القطط أو فيروس (التوكسوبلازما) وهو يصيب الفتاة، ولكن معظم الفتيات تعتقدن أنهن خاليات من هذا المرض لعدم تعاملهم مع القطط، لكن ما لا يعرفه كثيرون أن هذا المرض يصيب الفتاة من اللحوم المجمدة والجاهزة مثل اللانشون والبسطرمة والهمبورغر وغيرها، وعلاج هذا المرض سهل حيث يتم إعطاء دواء للمريضة أشبه بالمضاد الحيوي للقضاء على هذا الفيروس . وهناك أيضا العديد من الفيروسات الأخرى والتي تسبب الإجهاض المتكرر مثل فيروس (سيتوميجالو) والذي يتسبب في تكاثر الأجسام المضادة والتي تؤدي إلى حدوث الإجهاض، وأيضا علاج مثل هذه الفيروسات سهل بإعطاء عقار للقضاء عليها نهائيا، وكذلك عندما يقل الهرمون الدرقي يتسبب في الإجهاض". وفي النهاية، أوضح خيري أن هناك سببا شائعا للغاية، وهو التجلط الدموي، وهذا السبب يتغيب عن كثيرين وأعراضه تكون وفاة الجنين بتوقف النبض فجأة دون نزول أي نزيف، مما يضطر المرأة لعمل عملية إجهاض لإسقاط الجنين، وهذا التجلط الدموي يتسبب في تجلط الدم في المشيمة التي من شأنها تغذية الجنين، وكلما كبر الجنين زاد هذا التجلط في المشيمة مما يتسبب في حدوث انسداد فيها المشيمة ويمنع وصول الدم لتغذية الطفل فيتسبب في حدوث وفاة فورا، وعلاج هذا المرض سهل بتناول الفتاة عقارات مسيلة للدم قبل إقبالها على حمل جديد بفترة كافية، وعندما يحدث الحمل تستمر في تناول هذا العقار حتى نهاية حملها.