القاهرة ـ خالد حسانين
كشف أستاذ النساء والولادة والمستشار الطبي السابق لمصر في الولايات المتحدة، الدكتور جلال البطوطي، عن أن هناك تطورًا مذهلاً في مجال الحقن المجهري لعلاج العقم، وأنه لن تذكر عبارة "امرأة عاقر" بعد اليوم، في ظل التطور العلمي والطبي المتسارع. وأضاف البطوطي أن "مصر بها أهم المراكز الطبية وتحتل المرتبة الثالثة على مستوى العالم، من حيث المراكز الطبية والأجهزة والقدرات البشرية، ولابد أن يختار المريض المراكز المتقدمة والتي تعمل بجدية وتمتلك إمكانات وخبرات علمية متقدمة، لتخرج بأفضل النتائج في النهاية، لأن عملية التنشيط قد تعترضها مشاكل، وقد تتعرض المريضة لمخاطر وأضرار لو لم تتم العملية بشكل مدروس"، موضحًا أنه بالنسبة للأورام الليفية فإن 20% من سيدات العالم يتعرضن للإصابة بالأورام الليفية، وهي أورام حميدة، وقديمًا كانت معرفتها واكتشافها صعبًا، أما الآن فالأمر سهل جدًا من خلال "السونار" بعد أن كانت تتم بالجراحة قديمًا، حيث أصبح لدينا في مصر تطورًا علميًا واضحًا في أمراض النساء والولادة، ومن المشاكل التي تواجة السيدات أيضًا أكياس المبيض، والتي كانت معدلاتها قبل 15 عامًا من الآن لا تتعدى 6%، لكنها وصلت الآن إلى حوالي 20%، وذلك بسبب الفراخ البيضاء والتلوث الغذائي، وهو ما يؤثر سلبًا ويؤدي إلى اضطرابات في الدورة وصعوبة في الحمل، وتواجه خلالها السيدة مشاكل قبل وبعد الزواج، ويتطلب هذا رعاية صحية مستمرة. وأشار أستاذ النساء والولادة إلى "ارتفاع نسبة الوعي لدى السيدات بفضل وسائل الإعلام المختلفة، لكننا لا نزال نواجة العقدة المصرية القديمة، في أخذ رأي الصديقة أو الجارة أو تناول أدوية مباشرة من الصيدليات من دون استشارة الطبيب، وهي عادات خاطئة ومضرة، وأطالب كل فتاة وكل سيدة بضرورة الكشف المستمر للاطمئنان على صحتها، وتجنب المخاطر التي يمكن أن تكلفها الكثير، وذلك من خلال الكشف الدوري"، فيما ضرب مثلاً بالولايات المتحدة والتي عمل بها مستشارًا طبيًا لمدة 5 سنوات، فقال إن "السيدة هناك بعد سن الـ30 تقوم بفحص دوري كل 6 أشهر بشكل منتظم، ولكن في مصر أقول لسيداتنا فليكن الفحص كل عام مثلاً، واندهش عندما أرى سيدات يذهبن إلى طبيب الأسنان كل أسبوع، في حين أنهن لا يزرن طبيب النساء إلا كل 10 سنوات إذا واجهن مشكلة عدم الحمل، ولذا فإني أنصح كل سيدة بعمل تحليل وفحص طبي (مسحة من عنق الرحم أو ماموجرام وأشعه على الثدي)، للاكتشاف المبكر لسرطان الرحم والثدي، وهو إجراء لا يتعدى دقائق وغير مكلف، وأطالب السيدات بعد سن الـ 40 بأن يقمن بعمل إجراء وفحص مستمر كل عام، لمزيد من الاطمئنان وسرعة العلاج". وأوضح د.جلال البطوطي أن "مشكلة العقم تأتي في المرتبة الأولى كأبرز ما تعاني منه سيدات مصر، ومن أجله يترددن على العيادات والمراكز الطبية، ولدينا قلق تجاه هذا الأمر بشكل غير منطقي، ففي الخارج مثلاً يبدأ الزوجان في القلق بعد عامين من الزواج، أما هنا في مصر فبعد شهرين يبدأ السؤال والقلق والذهاب إلى الأطباء بسبب عدم الحمل، فلابد من مرور عام على الأقل ثم نبدأ في البحث عن مشكلة عدم الحمل، ولابد من منح الزوجين فرصة للعلاقة الطبيعية قبل الفحص والدخول في مرحلة الخوف من تأخر الإنجاب.